تطورات الحرب الروسيه الاوكرانية

جفرا نيوز- كتب" الفريق الركن حسين الحواتمه
 
قبل بدء الحرب انقسم المحللين السياسيين والعسكريين الى قسمين منهم من كان مفرطا في الايجابيه ويستبعد قيام الحرب كون الغرب تعلم من دروس الحروب العالميه الاولى والثانيه متناسيا قول الفيلسوف الالماني هيجل ان الدرس الذي تعلمناه من التاريخ هو اننا لم نتعلم من التاريخ وقول كثير من الاستراتيجيين ان الاصل في الحياه هو الحرب والاستثناء هو السلام ومنذ ان قتل قابيل اخيه هابيل الى يومنا هذا وأن الحرب ماهي الا امتداد للسياسه بوسائل اخرى ، والقسم الثاني امعن في التشائم لدرجة انه توقع ان تقوم روسيا بتدمير اوكرانيا من بداية الحرب متناسيا أن الروس والغرب اصحاب تجارب في تقدير فاتورة الحرب وأن سياسة الارض المحروقه لم تعد مجديه بالاضافه لكلفتها الماليه وسوء سمعتها دوليا وخصوصا ان وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تطورت بشكل كبير وتنقل تفاصيل لم يكن بالامكان نقلها سابقا بالاضافه لدقة الاسلحه الحديثه وكلفتها الباهظه الا ان الواقع الذي يحدث في مسارح العمليات مختلفا كليا حيث
تبنى الروس والاوكران المدعومين غربيا استراتيجيات عمليات ترتكز على مبدأ الاقتصاد بالجهد الامر الذي يحتم على القيادات العسكريه انتخاب اهداف محدده لضربها بأقل جهد عسكري مبتعدين عن مايطلق عليه التدمير الجماعي فنجد ان استخدام المسيرات يسيطر على المشهد لقلة كلفتها و صغر حجم المواقع المتضرره اما على صعيد الجانب السياسي فقد نشطت السياسات الاستخباريه في خلخلة التحالفات لكل طرف فنلاحظ عمليات استخباريه روسيه في افريقيا لضرب المصالح الغربيه في افريقيا وكما حدث في النيجر وغيرها من دول القاره السمراء بالاضافه الى محاولات الاستقطاب لدول
مثل الصين وكوريا الشماليه وايران ، وايضا قام الغرب بمحاولات ضرب الاقتصاد الروسي من خلال العقوبات الاقتصاديه وتجميد الاصول الماليه وخلخلة التحالفات وكان اخرها استقطاب ارمينيا وسحبها من تحت المظله الروسيه لتشكل خاصره رخوه لروسيا وفي هذه الحاله يقع الروس في مأزق جديد بالاضافه للمأزق الرئيس والمتمثل في ان الغرب بعيد عن مسرح العمليات والدمار الناتج اما
في الاراضي الاوكرانيه او الروسيه كون  الغرب يدير حرب بالوكاله ضد الروس والمأزق الجديد للروس هو ان الخيارات
بدأت تقل لصانع القرار الروسي واصبح امام سيناريوهات مؤلمه اولهما الاستمرار في حرب استنزافيه ضد دول كثيره وقويه اقتصاديا وعسكريا تحكمها قيادات سياسيه منتخبه بشكل ديموقراطي لايمكن العبث بجبهتها الداخليه او التحول الى استراتيجيات عملياتيه تدميريه تصل الى حد استخدام اسلحة الدمار الشامل الامر الذي سيعتبر نقطة تحول خطيره في الامن العالمي.

 ولا احد يستطيع حصر التبعات السلبيه لذلك ، اما بالنسبه للغرب فما زال عدد الخيارات الممكنه اكبر حيث يستطيع الاوكران و حلفائهم الغربيين اطالة امد الحرب بالرغم من حجم الدمار الكبير مستندين على وعود غربيه لاعادة بناء اوكرانيا والسيناريو الثاني العمل على تقويض الجبهه الداخليه الروسيه من خلال الاضطرابات و محاولات الانقلاب للخلاص من مأزق الحرب التي اثرت على مستوى الحياه في روسيا والوضع في ازدياد اماالسيناريو الثالث فهو متابعة سياسة العزل والخنق لروسيا بحيث تموت عناصر قوة
الدولة السياسيه ، العسكرية ، الاقتصادية ، الصحية التعليمية والاجتماعية بشكل بطيء والتدخل لمساعدة قوه داخليه روسيه اكثر ديموقراطيه و تعاونا مع الغرب ، إلا ان التحليلات لمراحل الحرب القادمة وسيناريوهات نهايتها يبقى موضع تحديث حسب تطور الأحداث وحسب مايفاجيء كل طرف الطرف الآخر بالوسائل العسكرية والسياسية وغيرها .