رسالة قداسة البابا

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
 
رسالة المؤمن التقي، قالها وعبر عنها قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس، حاثاً الشعوب الأوروبية وحكوماتها في التعامل مع المهاجرين الأفارقة، باعتبارهم طالبين تحسين ظروفهم المعيشية، وتفهم معاناتهم، ورغباتهم في الحياة، يغامرون بحياتهم في مواجهة قسوة البحر وأمواجه التي غالباً تبتلعهم.

رسالة البابا إنسانية، متفهمة لتطلعات الشباب الأفارقة والآسيويين وجموحهم نحو فتح أبواب العمل وفرص الحياة في أوروبا، كما هم شباب أميركا اللاتينية نحو الولايات المتحدة وكندا، ومعاملتهم كبشر يستحقون الكرامة يناضلون من أجل التغيير والغد الأفضل، وليسوا مهربين، وسارقي فرص.

وقال قداسة البابا إن المهاجرين الذين يواجهون خطر الغرق في البحر «يتعين إنقاذهم» وأن ذلك «واجب إنساني» والذين يستنكفون عن جهد الإنقاذ يعبرون عن «لفتة كراهية».

وقال بابا الفاتيكان «لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما نرى البشر يُعاملون كأوراق للمساومة ويُسجنون ويعذبون بطرق فظيعة» وأضاف «يجب إنقاذ الأشخاص الذين يواجهون خطر الغرق عندما يُتركون وسط الأمواج، إنقاذهم واجب إنساني وحضاري».

موعظة رجل الدين، بهذا المنحى، ضرورة حياتية ونفسية تحمل راحة ضمير، لأولئك الذين يتوسلون الفرص، من أجل العيش الكريم، ولأولئك الذين يملكون مفاتيح العمل والتقدم لعلهم ينظرون لشعوب إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، بما يستحقون من العدالة والمساواة، وليسوا بصفتهم مشاريع إجرامية، وغزاة يقتحمون المجتمعات الثرية.

لقد غزت أوروبا، بلدان العالم، وفعلت بها وبشعوبها ما فعلت، ونهبت خيراتها وثرواتها، وموادها الخام ولا زالت، وسببت لنفسها الثراء، وإبقاء الآخرين أسرى الفقر والعوز والدونية.

إزالة روح العداء والكراهية بين الشعوب المتقدمة والشعوب الفقيرة، تكمن فيها ومن خلالها قيم التسامح والتفهم والأخوة بين بني البشر، وإلغاء وإنهاء ما علق بسلوك بني الإنسان، من كره وعداء وفجوات بين الكتل والمجتمعات والشعوب.

نسمع بعض المواعظ التحريضية، لندرك أنها لا تمت بصلة لرسالة السماء التي لا تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان، فالسماء تعلو على الأحقاد دالة على الأخوة، وأن لا فرق بين الإنسان وأخيه الإنسان إلا بمقدار تقواه ونبل تصرفه وتعامله مع الآخر. والباقي أمراض موروثة لا تقرها الشرائع وتطلعات بني البشر نحو إرساء قيم حقوق الإنسان.

رسالة البابا مفتاح قيمي للمجتمعات الأوروبية المتقدمة، بل ولنا جميعاً في حُسن الاختيار والتعامل مع الآخر، مهما بلغت فجوات الاختلاف والتنوع بين الشعوب وبني البشر.