قتال الأشرار خارج الأسوار !!

جفرا نيوز - بقلم العين محمد داودية -  أثار الملك في خطابة الشامل بالأمم المتحدة، تهديد الإرهاب والمخدرات والمسيّرات والسلاح، الذي يتدفق علينا من النظام السوري وشركائه أمراء الحرب الطائفيين.
ولم يكن الملك، الذي يتحلى بالصبر والأناة وكظم الغيظ، ليثير ما أثار، لولا ان الكيل قد طفح، ولولا ان التهديد يتفاقم ويزداد خطورة.
ويستند الملك في دفاعه عن أمننا الوطني إلى ثقة شعب الأردن العظيم والتفافه الكامل حوله وإلى جيش أردني عربي صارم قادر جبار.
قال الإمام علي كرّم الله وجهه: "اغزوهم قبل أن يغزوكم، فما غُزي قومٌ في عقر دارهم إلا ذلّوا».
ووضع ليدل هارت منظّر الحرب الأبرز نظرية "قتال الأشرار خارج الأسوار" في كتابه الشهير "فن الحرب". 
تتكدس على حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية "طلائع" الميليشيات الإرهابية الطائفية التي ترسل إلينا السلاح والإرهاب والمخدرات، بعلم -ان لم يكن بأمر- النظام السوري.
لم تعد المسألة هل نقاتل هؤلاء المهربين والإرهابيين خارج الأسوار أَم نقاتلهم داخل الأسوار ؟ 
المسألة أن قتال الأشرار خارج الأسوار بات "مكافاة شر" وواجباً لا مفر من أدائه، كي لا 
يصبح رد هذا الشر باهظ التكاليف، جرّاء تصاعده المتفاقم. 
قبل سنوات، قال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني إن الأردن سيدافع عن أمنه حتى في العمق السوري. فرد وليد المعلم وزير خارجية سورية آنذاك قائلاً «لسنا في وارد أي مواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قواته دون تنسيق مع دمشق سنعتبرها معادية».
نحن لا نبحث عن عداءٍ مجاني مع أحد، خاصة مع الجارة المنكوبة المبتلاة سورية، التي نستضيف مليوناً ونصف المليون من ابنائها.
والتنسيق سيكون مهماً وضرورياً ومفيداً، لو تعلق الوضع بجماعات مسلحة ليست على تنسيق مع القيادات السورية والطائفية !! 
والدفاع من العمق هو احد أبرز الاكراهات التي لا نتمناها. 
لقد عبرت بنا قيادتُنا الحكيمة سنوات اضطرابات الإقليم وكوارثه العجاف، باستراتيجية عبقرية ناجحة ولم تأخذنا إلى حروب عبثية ولا إلى حروب بالوكالة ولا إلى ميادين الموت.
عندما احتدم الصراع بين الرئيس الراحل حافظ الأسد وتنظيم الإخوان المسلمين السوري، فر عدد من قيادات الإخوان إلى الأردن، فطالب الأسد الأب بتسليمهم، ولما رفضنا، جرّد علينا الحشود العسكرية سنة 1980، وأرسل مجموعة إرهابية إجرامية لاغتيال دولة مضر بدران رئيس الوزراء آنذاك، معلناً أنه يدافع عن أمنه في العمق الأردني، وفي أي عمق ضروري لأمنه !!
* (مقالتي في الدستور يوم الأحد).