الصدمات النفسية .. كيف تؤثر على الجسم؟

جفرا نيوز -

 ما المقصود بالصدمة النفسية؟

لا يوجد تعريف محدد للصدمة النفسية، ولكن يمكن القول بأنه يتم تحديد مصطلح الصدمة النفسية عند التعرض لحدث مرهق نفسيًا قد يؤثر على قدرة الشخص على أداء مهام حياته اليومية، ويستمر ذلك التأثير السلبي لشهر بعد التعرض لذلك الحادث بشكل مباشر وغير مباشر.

والمفاجئ في الأمر أن الصدمة النفسية قد تحدث لشخص تعرض لحادث وفاة أو للاغتصاب، أو الخيانة، أو رؤية حادث سير، أو شجار حاد أدى لعواقب نفسية، وربما يُشخص آخرين بالصدمة بمجرد عيشهم في ظروف حياتية مرهقة لا يستطيعون التعامل معها، أو تسبب لهم الشعور بالضيق والحزن والعجز.

ويواجه أكثر من 80% من البشر حدثًا صادمًا واحدًا على الأقل في حياتهم، وبعد ذلك من الشائع جدًا الشعور بالكثير من الأعراض نتيجة تفاعل الجسد مع الحدث، ومن أبرز الأعراض:

-الصداع 
- اضطراب الأمعاء.

- الشد العضلي.

- التعب العام والإرهاق.

- آلام الجسم.

- اضطرابات النوم.

لماذا قد تحدث الصدمة النفسية؟

اكتشف العلماء الكثير من الزوايا لشرح كيفية تأثير الصدمة على الجسم، وأرجع البعض ذلك التأثير السلبي على الجسم لطوفان هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والنورإبينفرين والخلل الذي تتسبب فيه تلك الهرمونات.

ويقول ستيفن بورجيس، الحاصل على دكتوراه من اتحاد أبحاث الإجهاد الناتج عن الصدمة في معهد كينزي بجامعة إنديانا، أن لديه نظرية مختلفة وتأثير لصدمة على الجسم يحدث بسبب نظرية أسماها "تعدد الأهداب".

تشير نظريته إلى أن الأنظمة العصبية تطورت حتى نتمكن من الشعور بأشياء مثل العلاقة الحميمة والأمان بوجود الآخرين. ولكن إذا تعرض الشخص لأي تهديد نفسي، فإن الأجزاء البدائية الأخرى من نظامنا العصبي تبدأ العمل - مثل الجهاز العصبي الودي- الذي يتحكم في استجابتنا "للقتال أو الهروب"، والجهاز العصبي نظير الودي، الذي يجعلنا نتوقف عن العمل والتواصل ونحافظ على الطاقة.

تتحكم هذه الأنظمة أيضًا في أشياء مثل الهضم ومعدل ضربات القلب. لذلك بمجرد التعرض لصدمة أو إرهاق نفسي، يعمل الجسم بشكل مختلف، وهذا يمكن أن يفسر سبب ارتباط الصدمة بكثير من المشكلات الصحية من الإمساك إلى الإغماء.

ترتبط الصدمة أيضًا بمشاكل الصحة البدنية طويلة المدى. الناجون من الصدمات هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا للتعامل مع متلازمة القولون العصبي، والألم المزمن، والألم العضلي الليفي، ومتلازمة التعب المزمن.

قامت باولا شنور، دكتوراه، وأستاذة الطب النفسي في جامعة دارتموث، بدراسة العلاقة بين الأحداث الصادمة والشكاوى الصحية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

وقد وجدت شنور، أن الصدمة يمكن أن تساهم في الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

لكن مجرد التعرض لصدمة لا يعني أن الشخص سيعاني من من مشاكل صحية. هناك عوامل أخرى تلعب دورًا، مثل الخبرات الحياتية والدعم الذي يتلقاه الشخص والجينات

تأثير الصدمات وحتى الأحداث اليومية المرهقة على البشر مختلف، عندما يواجه الأشخاص نفس الحدث الصادم وحت مع توافر الظروف المشابهة في التنشئة مثل ما يحدث للإخوة سيكون البعض على ما يرام، بينما سيتغير البعض الآخر بشكل جذري.

ماذا تفعل عند التعرض للصدمات النفسية؟

بغض النظر عن كيفية استجابة أجسادنا المختلفة للصدمة إلا أنه اتفق أطباء الصحة النفسية على مجموعة من الخطوات والنصائح التي تساعد على تجاوز الصدمة وتقلل من فرص التعرض للأذى الجسدي اللاحق للصدمة:

- يتفق الخبراء على أن الاعتماد على أحبائك هو أحد أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها للعودة إلى طبيعتك. لذلك إذا بدأت في عزل نفسك وتوقفت عن القيام بالأشياء التي تحب القيام بها، فهذا يجعل كل شيء أسوأ. هناك العديد من الأدلة البحثية على أن الدعم الاجتماعي يساعد في تقبل ومرور الصدمة.

الأشخاص الآخرين يمكن أن يكونوا مصدرًا للراحة، وجمهورًا يساعدك على التحدث عن الأشياء، ويمكنهم أيضًا أن يكونوا مصدر إلهاء لمساعدتك على التوقف عن التركيز على الحدث.

- العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا، خاصة إذا كنت واحدًا من حوالي 8% من الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة.العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا، طالما أنك لا تتوقع أن يكون هناك حلاً سريعًا وجذريًا.

الصدمة تتعلق إلى حد كبير بالشعور بالعجز والخجل. يحتاج الناس إلى الدعم النشط حتى يتمكنوا من تولي مسؤولية حياتهم مرة أخرى واستعادة قوتهم، وهو ما يوفره العلاج النفسي.

- هناك طريقة أخرى قوية للمساعدة في الشفاء وهي تحريك الجسم، التعامل مع الصدمات يكمن في الحركة وهذا قد يعني أي شيء بدءًا من اليوجا والمشي وحتى الرياضات الأكثر حركة وجهد علاج فعال للتعامل مع الصدمات. إن البقاء نشطًا يمكن أن يساعد أيضًا في منعك من الانفصال وهو أمر شائع لدى الناجين من الصدمات.
- حالة الوعي تمنح الناجين من الصدمات وجهة نظر حول ما حدث لهم، وتمنحهم الشجاعة لقبول الذات والقدرة على الفصل بين ما حدث وانتهى وما يحدث الآن، لذا يجب القراءة والبحث لفهم طبيعة ما يحدث للجسم، ولكن مع مراعاة اختيار المصادر الموثوقة لاستقاء المعلومات.