الزراعة: 93 كغم الهدر الغذائي للفرد في الأردن سنويا

جفرا نيوز- أطلقت وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي مشروعين تحت مظلة الحملة الوطنية "لا لهدر الغذاء"، ضمن إطار أولويات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي (2021-2030) في خُطى محلية نحو التصدي لتحدي هدر الغذاء.

ويسعى المشروعان لمأسسة العمل، وتعزيز حوكمة إدارة هدر الغذاء وإطلاق حلول مبتكرة في هذا المجال، حيث وقع برنامج الأغذية العالمي اتفاقيتين ضمن مراحل تنفيذ مشروعين هامين تحت رعاية وزير الزراعة ورئيس مجلس الأمن الغذائي خالد الحنيفات.

ويقدَّر الهدر الغذائي في الأردن، بنحو 93 كيلوغرامًا للفرد في العام؛ أي قرابة 955 ألف طن من الغذاء تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو (1,5) مليون شخص لمدة عام كامل.

ويعد هذا التحدي المتزايد للهدر الغذائي أمرًا بالغ الأهمية لما له من آثار سلبية اقتصادية وبيئية واجتماعية، تؤثّر بشكل مباشر على الموارد الطبيعية المحدودة.

ويهدف المشروع الأول لإطلاق مسابقة "هاكاثون" ابتكارية مع سيواس السويسرية، وهي مؤسسة متخصصة في تنفيذ المشاريع التي تدعم الأفكار غير الربحية للحفاظ على الاستدامة، وتقديم حلول إبداعية لتحديات الموارد الطبيعية.

وسيشارك في هذا الهاكاثون المؤسسات الصغيرة، والمتوسطة، والأفراد، والجامعات في الأردن، وسيتم تمكينهم ودعمهم لتنمية أفكارهم المبتكرة وتوسيع نطاقها؛ مما سيساهم في تقليل هدر الغذاء.

أما المشروع الثاني، ضمن إطار "تعزيز إدارة هدر الغذاء" فيتضمن الشراكة مع جمعية بسمة الحياة، حيث تقوم هذه الجمعية بجمع الطعام الزائد من الفنادق وإعادة توزيعه على الجماعات المحتاجة. تهدف هذه الشراكة إلى اختبار عدد من الأنشطة الداعمة لزيادة كفاءة وفعالية هذه المبادرة.

ومن الجدير بالذكر أن الوزارة قد بدأت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي بوضع نهج قائم على الأدلة لدراسة خيارات إنشاء المظلة التمكينية والتي ستعمل على دعم المبادرات في مجال إدارة هدر الغذاء بهدف تمكينها ورفع فعالية وكفاءة واستدامة أنشطتها، وقد قام برنامج الأغذية العالمي بإجراء تقييم أولي للمبادرات المحلية التي تعمل على إدارة هدر الغذاء، وتم تحديد 15 مبادرة وتحليل التَّحدّيات التي تواجه المبادرات، وستعمل المظلة على إيجاد منظومة حوكمة لتنظيم وتنسيق الجهود المبذولة.

وأكد وزير الزراعة ورئيس مجلس الأمن الغذائي على أهمية حديث جلالة الملك في الأمم المتحدة الذي عبر عن الضمير الإنساني وقضية الجوع والحاجة لتحقيق الأمن الغذائي، وأيضا لقاء جلالة الملك مع المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين الذي عبر أيضا عن أهمية التعاون لحل التحديات التي تعصف بالعالم والأردن.

وأكد الحنيفات أيضا على التزام الوزارة بتنفيذ المشاريع والأنشطة التي من شأنها تعزيز الأمن الغذائي بالتماشي مع الاستراتيجية المحلية للأمن الغذائي ورؤية التحديث الاقتصادي. وشدد على أهمية التعامل مع هدر الغذاء كتحد كبير، خصوصاً في ظل الموارد المحدودة في الأردن، وشجع على مشاركة الشباب والشابات في إيجاد حلول إبداعية ضمن مشروع الهاكاثون الإبداعي.

وأعرب ألبرتو كوريا مينديز، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في الأردن، عن التزام برنامج الأغذية العالمي الثابت بمواصلة دعم الحكومة الأردنية في تفعيل الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، حيث يعتبر الحد من هدر الطعام أحد الركائز المحورية ضمن الاستراتيجية. وسلط الضوء على النهج المتعدد الأوجه الذي يتبعه برنامج الأغذية العالمي، الذي يشمل البحوث والتوصيات والمبادرات التي تتماشى مع الأولويات الوطنية بهدف تحقيق نظم غذائية فعالة ومستدامة.

ويحضر البرنامج حالياً مع وزارة الزراعة لإطلاق حملة توعية موجهة تهدف إلى تعزيز الوعي حول هدر الغذاء وتبني أنماط استهلاكية مسؤولة. وسيتم تصميم الحملة بناء على مخرجات الدراسة النوعية التي يجريها البرنامج لتحديد الدوافع الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى هدر الغذاء لدى الفئات المختلفة.