مجتمع جديد 2/2
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
اذا كان هناك نية لتغيير المجتمع والانتقال به من الرعوية والاعتمادية إلى العمل والانتاحية والاعتماد على الذات.
او بناء مجتمع جديد يحاكي التطور والتقدم ويتماشى مع ظروف الدولة بعد ان دخلت في مئويتها الثانية والانخراط في عجلة الحياة بما فيها من مفاهيم وقضايا جديدة نخشى معها بأن تسلخنا عن ماضينا وتبتعد بنا عن القيم والعادات المجتمعية التي تربى وعاش عليها أبناء المجتمع.
أما اذا أخذنا بمبدأ حسن النية وسلمنا بأن الهدف نبيل نحو الارتقاء والتغيير للأفضل.
فلا بد أن تكون العملية شاملة تراعي جميع القضايا اللازمة والضرورية لحمل المشروع والانتقال به إلى بر الأمان.
انطلاقا من مبدأ التدرج كما أشرنا سابقا وان يكون الهدف والغاية المصلحة الوطنية.
وان نطلق مشروعا وطنيا شاملا قابلا للتنفيذ، وقادرا على الصمود، لا ان يترنح عند أول هزة او هبة ريح.
او يعود ادراجه عند اصطدامه بمصلحة شخصية او يتعارض مع مكاسب آنية وشخصية.
مشروع يبنى على أساسات متينة وقواعد قوية، صعبة الاختراق، أساسها العدالة وتكافؤ الفرص، وحق الجميع في المشاركة والاستفادة من الفرص.
وكما أشرنا سابقا لا بد أن ناخذ بمبدأ التدرج والنظر إلى الأولويات، لا ان يسلق سلقا، فنغتر بزبده وتغيير لونه وغليان الماء حوله.
لنكنشف لاحقا بأنه لم ينضج بعد، ولا نستطيع الاستمرار فنضعه جانبا لعدم صلاحيته كما وضعنا غيره بعد ان نكون قد اضعنا الكثير من السنوات ودخلنا في دوامة من التناقضات والاضطرابات النفسية.
لنعود بعدها من جديد ضمن منظور ورؤية جديدة، تهدف إلى البقاء والاستمرار الشخصي بعد ذر الرمال في العيون لأهداف شخصية، لا وطنية.
وحتى ننجح في تحقيق الغاية لا بد من وجود تشريعات وقوانين تراعي البنية المجتمعية وتلائم تركيبته السكانية ومن ثم احترامها وتطبيقها بعدالة دون النظر الى اي اتجاه او مراعاة لأي شعور.
وحتى تكتمل الصورة لا بد من وجود لوحة مرسومة بشكل هندسي ومصممة كمساكن النمل على هيئة حجرات وغرف صغيرة ومنظمة قادرة على الصمود موضوعة امام الجميع.
تبرز بكل شفافية ووضوح شكل المجتمع الذي نريد من الداخل والخارج.
وان تحمل كل التفاصيل صغيرة وكبيرة بأسلوب خال من المطبات والعقد وبطريقة سهلة يستطيع الكل ان يفهمها ويراها بنفس العين.
ومن ثم نبدأ خطواتنا نحو الوصول دون اغفال لأي من الأولويات او حاجات المجتمع من عمل وصحة وتعليم وحياة فضلى في تقديم وتوفير الخدمات.
وان نعمل ضمن مسارين، عين على المجتمع واحواله واخرى على المستقبل والغاية دون ان تلهينا طموحاتنا عن واجباتنا الأساسية، ونهمل حاجات المجتمع والناس فنصبح كالتي « نقضت غزلها بعد قوة انكاثا.».
اننا لسنا ضد التغيير او التطوير وكل ما يخدم المجتمع ويحقق اهدافه والانتقال به إلى مراحل أفضل.
لكن بشرط أن يكون المحرك الرئيسي هو المصلحة الوطنية وخدمة الدولة والوطن وبأيد وعقول أردنية.