الأوقاف تنوي مراقبة استخدام الرقية الشرعية بالمساجد ومنازل الائمة

جفرا نيوز - يتخّذ العديد من الأشخاص الباحثين عن العلاج الجسدي والروحاني الرقية الشرعية مقصدًا في العالم الإسلامي، وذلك من خلال قراءة آيات قرآنية أو أدعية شرعية موروثة على المريض.

والرقية هي التعويذ بالله من الشياطين والجان ومختلف الآفات، وهي كل ما يُرقى به المسلم من القرآن والدعاء وأسماء الله الحسنى وغيرها طلبًا للشفاء من أمراض الجسم وأسقام النفس.

ويعتبر بعض الأشخاص أنفسهم ضمن دائرة الرقاة الشرعيين لاعتقادهم أنهم من ذوي الصلاح والرشد، ومن حفاظ القرآن الكريم، فيتلون بعض الآيات على المريض خلال جلسة الرقية الشرعية، لكنّهم غير قادرين على مزاولة هذه المهنة بشكل علني، وذلك لعدم وجود تراخيص رسمية لها، مما جعلهم يمارسونها في منازلهم، أو عبر مراكز العلاج الطبيعي.

وينتشر في محافظة الطفيلة عددٌ من الرقاة الشرعيين المعروفين على مستوى المملكة، والذين يزورهم الناس بين حين وآخر طلبًا لعلاجهم الروحاني، حيث يحصل بعضهم على الشفاء المطلوب، فيما ينتظر بعضهم الآخر هذا الشفاء.

يقول الراقي (أ.ب)، إنه يستعمل الرقية على المرضى منذ ما يزيد عن 10 أعوام، ولا يتقاضى مقابلًا ماليًا، إلا من أبى، فإنه يضع ما يريد من مال في صندوق خشبي في الغرفة ذاتها، ليتم توزيعه – حسب قوله – فيما بعد على الفقراء والمحتاجين في منطقته.

وأضاف إنه يعلم جيدًا أنه بحاجة إلى استعمال الرقية على المرضى ضمن أطر قانونية، لكنّه لا يوجد تراخيص لتأسيس مراكز خاصة بالرقية الشرعية، مما أجبره على إرقاء المرضى في غرفة خاصة داخل منزله.

وأوضح أنه يمكنه تأسيس مركز للعلاج الطبيعي، وإضافة خدمة الرقية الشرعية له، لكنّ هذا الالتفاف على القانون ليس صحيحًا، وذلك لأن الراقي الشرعي مختلف تمامًا عن المعالج الطبيعي، فكل منهما يجب أن تتوفر فيه مواصفات علمية محدّدة، فالراقي الحافظ لكتاب الله والأحاديث النبوية الشريفة والأوردة الخاصة بالرقية الشرعية يختلف عن المعالج الطبيعي الذي يجب أن يكون حاصلًا على شهادات تؤهله لهذه المهنة الطبية، إضافة إلى درايته الكاملة بأنواع الأدوية وصنوف العلاج الطبيعي تجعل منه قادرًا على تقديم العلاج الجسدي للمرضى، وليس العلاج?الروحي.

وقال: لن أؤسس مركزًا للعلاج الطبيعي، وأستغلّه فيما بعد لاستعمال الرقية الشرعية، لأنني بذلك سأكون قد التففت على القانون، وهذا بحد ذاته غير مقبول في الإسلام.

وأكد الراقي الشرعي (أ.ر)، الحاصل على الشهادات الجامعية العليا، أنه يستعمل الرقية على المرضى في منزله منذ ما يزيد على 15 عامًا،وفق تصريحه لـ الرأي، حيث يتقاضى مبلغًا ماليّا مقابل الجلسة الواحدة، لكنه لا يُحدّد قيمة المبلغ المطلوب، بل يتركه للمريض، ويسامح من لا يملك المال، ويتراوح ما يتقاضاه بين 10-20 دينارًا للجلسة الواحدة.
وأشار الى أنه حافظ للقرآن الكريم وآلاف أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم، لكنّه غير قادر على ممارسة العلاج الطبيعي أبدًا، وذلك لأنه ليس ضمن علمه أو خبرته، مما جعله يرفض تأسيس مركز للعلاج الطبيعي، وممارسة الرقية الشرعية من خلاله.
وأوضح أنه يجب ممارسة رقية المرضى من خلال مركز مُرخّص رسميً لهذه الغاية فقط، وليس من خلال الالتفاف على القانون عبر تأسيس مركز للعلاج الطبيعي، لأن الغاية من تأسيس المركز هو للعلاج الطبيعي، وليس استعمال الرقية الشرعية.
وأشار إلى أنه خصصّ إحدى غرف منزله لاستقبال المرضى وإخضاعهم للرقية الشرعية دون تزويدها بمكبرات صوت عالية، وذلك لوجود منزله في حي سكني، وما يعينه ذلك إزعاج جيرانه.

وقال: الكل يعرفني في محافظة الطفيلة، بل ويأتي إلي مرضى من مختلف مناطق المملكة لأرقيهم، وأتطلع إلى أن يكون هنالك تراخيص مراكز خاصة بممارسة الرقية الشرعية، لاستقبال المرضى فيها دون خوف أو وجل من الجهات الرسمية التي قد ترفض ممارسة مثل هذا النوع من العلاجات الروحانية دون ترخيص.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية قد عمّمت عبر كتاب رسمي بعدم السماح باستعمال الرقية الشرعية على المرضى داخل المساجد أو منازل الأئمة المتواجدة في حدود المسجد وتحت طائلة المساءلة القانونية.

وقال مدير أوقاف الطفيلة الدكتور محمد المجالي إن المديرية تتابع أي شكاوى ترد للمديرية حول قيام أي موظف لديها بإخضاع المرضى للرقية الشرعية داخل حدود مساجدها، مشيرًا أن هذه الشكاوى يتم متابعتها من قبل لجانٍ متخصّصة من المديرية، وتحويلها إلى الحاكم الإداري في حال ضبطها، لإجراء المقتضى القانوني بحق مرتكبيها.

وأضاف المجالي أنه ليس لديهم صلاحيات تخوّلهم بمتابعة الرقاة الشرعيين في المحافظة، ولا يوجد ارتباط مع أي جهة رسمية مسؤولة عنهم، مما يجعل متابعتهم غير منوطة بهم بأي شكل من الأشكال.

وكانت دائرة الإفتاء العام أوضحت في الفتوى رقم 3617 بتاريخ 22-6-2021 أن التداوي من السحر والعين يكون بالرقية الشرعية، استنادًا إلى ما ذُكر عن أَبي سعِيد رضي الله في صحيح مسلم، أن جبريل، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا محمد اشتكيت؟» فقال: (نعم) قال: «باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك»، مؤكدة في الفتوى ذاتها على ضرورة أن تكون الرقية بالقرآن والأذكار والدعاء أو الكلام المباح، وأن تكون باللغة العربية، ولا تشتمل على كلمات غير مفهومة، ولا على رموز ولغات ?خرى، وأن لا ينسب الشفاء إليها، وإنما ينسب إلى الله عز وجل.

وأوضح مدير صناعة وتجارة الطفيلة حسن الربابعة أنه لا يوجد أي نوع من تراخيص مراكز الرقية الشرعية أو ما شابه ذلك، وأن الغايات الترخيصية المتوفرة لديهم فقط هي أنشطة العلاج الطبيعي فقط.

وأكد مدير مدير الغرفة التجارية في الطفيلة، محمود النظامي، أنه لا يوجد أي تراخيص لديهم لمراكز علاج طبيعي في محافظة الطفيلة، مشيرًا أن الحصول على ترخيص هذا النوع من المراكز بحاجة إلى موافقات من جهات عدّة قبل ورودها إليهم لتحصيل موافقة الغرفة التجارية.

ويشترط الحصول على ترخيص مركز طبيعي، وفق الموقع الإلكتروني للحكومة الإلكترونية، تعهّد خطي من قبل طبيب اختصاص للإشراف على المركز، ومراجعة قسم ترخيص المؤسسات الصحية، وتعبئة نموذج ترخيص مركز علاج طبيعي، وإرفاق كتاب وزارة الصناعة والتجارة لبيان الغاية، ومراجعة ديوان مديرية ترخيص المهن والمؤسسات لتوثيق الطلب، وتحويله إلى مدير مديرية ترخيص المهن والمؤسسات الصحية للاطلاع، وتحويل الطلب إلى قسم ترخيص المؤسسات الصحية، وتحويل النموذج مع الوثائق المطلوبة إلى قسم ترخيص المؤسسات الصحية، وتزويد طالب الخدمة كتاب الموافقة ع?ى تسجيل الغاية، ومراجعة قسم ترخيص المؤسسات الصحية، وتزويده بوثائق السجل والاسم التجاري، ودراسة الطلب من قبل لجنة ترخيص مراكز العلاج الطبيعي، وتحديد موعد لإجراء الكشف الميداني، وإعداد تقرير بذلك، وفي حال مطابقة تجهيزات مركز العلاج الطبيعي لنظام ترخيص مراكز العلاج يتم دفع الرسوم في الشؤون المالية، إعداد كتاب موقع من الوزير بالموافقة على الترخيص، ومباشرة العمل بعد ذلك

الراى