«تعافي» الشركات.. والاستثمارات

جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود

الأرقام والمؤشرات الكبيرة من السهل ملاحظتها وقراءتها للقاصي والداني.. أما الأرقام الصغيرة فقد تمر مرور الكرام دون أن يتنبه اليها سوى النفر القليل ممن يدركون أهميتها ودلالاتها الكبيرة.

من تلك الأرقام التي تستوجب التوقف عندها واعادة قراءتها ما يتعلق بمشاريع أكبر صندوق استثماري في الاردن، وهو «صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي» والتي تشير الأرقام الكبرى والواضحة جدا الى قفزات ونجاحات في معظم المحافظ الاستثمارية.. وفي مقدمة تلك الأرقام : ارتفاع حجم موجودات الصندوق نهاية الربع الثاني من هذا العام إلى 14.3 مليار دينار مقارنة بـ13.8 مليار دينار نهاية العام الماضي، وبنسبة نمو بلغت 4 %.

إضافة لارتفاع صافي الدخل بنسبة 20 % ليصل إلى ‎447 مليون دينار كما في نهاية الربع الثاني من هذا العام، مقارنة مع 371 مليون دينار للفترة نفسها من العام الماضي.

هذه بعض الارقام والمؤشرات المبهرة والتي تؤكد قوة المركز المالي والسيولة لدى الصندوق ونجاعة سياساته في كافة المحافظ الاستثمارية.. نتيجة حرص «الصندوق» على تنوع الأدوات الاستثمارية وتوزيعها القطاعي وآجالها الزمنية المتنوعة، بهدف تحقيق عوائد جيدة، من أجل أن ينعكس إيجاباً على استمرار نمو موجودات الصندوق وتحقيق أرباح مستدامة.

ما أود التوقف عنده في هذا المقال ليس ما هو مذكور أعلاه من أرقام ومؤشرات -على أهميتها ودلالتها - بل الى أرقام تتعلق بما يردّده البعض من تساؤلات بين حين وآخر حول «مشاريع متعثرة» عبر مسيرة «الضمان» الاستثمارية الطويلة تعافى كثير منها، وبقيت انطباعات أساسها معلومات لم يتم تحديثها أو تسليط الضوء عليها بعد «تعافي» تلك المشاريع - نتيجة متابعات حثيثة لإدارة الصندوق الحصيفة.. وهنا لا بد من الإشارة الى ما يلي:  

1 - أن أي محفظة استثمارية لا تخلو من المخاطر، فقد تواجه بعض الاستثمارات ظروفا قد تحول دون تحقيقها للنتائج المالية المتوقعة، ولذلك فإن هناك مؤشرات يتم مراقبتها من قبل «الصندوق» بشكل دوري لمتابعة تلك الاستثمارات.

2 - نسبة الاستثمار في الشركات المتعثرة تبلغ حوالي 1.74 ٪ فقط من حجم محفظة الاسهم أي تشكل ما نسبته 0.33 ٪ من حجم محفظة الصندوق.

- وكأمثلة واضحة على المشاريع التي واجهت أخطار «التعثّر» لسبب أو لآخر، ودخلت اليوم دائرة «التعافي» نتيجة اصرار ومتابعة «الصندوق» عدد من الاستثمارات في القطاع السياحي الذي كان الأكثر تضررا خلال جائحة كورونا.. ومع ذلك فقد نجح صندوق استثمار الضمان بما يلي:

1 - إنجاز نحو 80 % من أعمال توسعة وإعادة تأهيل فندق كراون بلازا البترا، وتشمل أعمال التوسعة إنشاء أول قاعة مؤتمرات في مدينة البترا وبمواصفات عالمية،  واعادة تأهيل 145 غرفة فندقية وشاليهات، وسيساهم إعادة تشغيل الفندق بتوفير 200 فرصة عمل مباشرة وتشغيل قطاعات مرتبطة بالقطاع السياحي، بالاضافة الى جعل مدينة البتراء وجهة رئيسية لسياحة المؤتمرات في الجنوب.

2 - العمل على إعادة تشغيل فندق عمان برادايس (عمان الشام بالاس سابقا)، الذي يشهد تطورات جديدة شملت تحديث 144 غرفة وجناحا فندقيا، بالإضافة إلى مجموعة من المرافق الترفيهية وقاعات الاجتماعات، ومن المتوقع افتتاحه رسميًا قبل نهاية العام الحالي.

هذا على صعيد الاستثمار في القطاع السياحي الذي تبلغ قيمة محفظته المستثمرة في المنشآت السياحية من فنادق واستراحات وشقق فندقية ومنشآت ترفيهية حوالي 318.3 مليون دينار أي ما نسبته 2.3 ٪ من المحفظة الكلية للصندوق.

* أما على صعيد آخر وتحديدا استثمارات الصندوق في «الصحف الورقية» فإننا نستطيع القول وبكل فخر بأن «الدستور» اليوم - والتي يعدّ «الضمان» المساهم الأكبر بها - تسير في الطريق الصحيح نحو التعافي بعد سنوات عجاف تعرضت لها الصحف الورقية - ولا زالت - الى تحديات كثيرة، لكنها اليوم تواصل القيام بدورها الوطني في ابراز صورة الوطن المشرقة وايصال المعلومة الصحيحة للجمهور، من خلال وضع الخطط التصحيحية والتطويرية لمواجهة التحديات.. وهي (الدستور) كفؤة بأن تكون أنموذجا لنجاح استثمارات «الضمان» في الصحف الورقية.   

باختصار.. «صندوق استثمار أموال الضمان» اليوم وهو يحقق أرقاما تاريخية، ويمضي قدما بالاستثمار في قطاعات جديدة ذات جدوى اقتصادية كالقطاع الزراعي والطاقة والمياه وغيرها، لم يغفل أبدا أهمية دعم مشاريع واجهت تحديات مالية منذ سنوات والعمل على إنقاذها حفاظاً على أموال الأردنيين ومصادر أرزاقهم.