السيرة الذاتية للمرشح الذي سأختار!
جفرا نيوز . كتب - د. نضال المجالي
بعد سنوات طوال من محاولة ايجاد وتأسيس أيدولوجية حزبية قادرة ان تجمع حولها أتباع يساندونها في إنجاح رؤيتها السياسية إن كانت اصلا تملك رؤية لا توجيه، وبعد سيرة شخوص كبار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر قد فشلوا بإمتياز في تحقيق ذلك، وبعد تعديلات سابقة اوصلت فئات وأسماء ضعاف في المصلحة العامة هوامير في المصلحة الشخصية، وبعد تحييد صدق وثبات صاحب الرؤية والعمل لمصلحة عامة عن موقعه في غالب الظروف، قررت أن اختار مرشحاً يخاف الله فقط.
قررت أن أختار من يخاف الله في الوطن، مرشح يعلم أن لا مكان لك غيره وطناً، ولا مصلحة تسرقك منه، ولا عمولة تدعوك لطعنه، ولا بيت تسكنه أجمل منه، مرشح يؤمن ان هناك من استشهد في حماية الوطن، وان هناك من قاوم لصون مقدراته، وان هناك من يعمل بجد لخدمة أركانه.
سأنتخب مرشحاً يخاف الله في أبناء الوطن، مرشحاً يكون قريبا ممن آمن به واختاروه، يسعى لخدمة حقوق شيبه وشبابه، يسير في رزق عماله، لا يقفز عن حقوق جيرانه، يوجِدُ الفرصة لمن يسعى لبناءه، ان لا يسخرهم لخدمة مصالح عمله وشركائه، لا يغيب عنهم في سفره وترحاله، ليعود يلقاهم فقط قبل أيام من غاية عودته نائباً يتربع فوق طموحاته وأحلامه.
سأختار من يخاف الله في مؤسسات وشركات البلد، فلا تكن مطيته أو قوة وهدف مصالح رزقه ورزق عياله، مرشحٌ لا يصلب مؤسسات الوطن ويستهدف اداراتها ما أن خالفت اهوائه، يدعم تطويرها ويعزز دورها وسياسة عملها بعيدا عن سطوة حراسه، يرتقي بمشاركة نجاحاتها ويهتم بهم وكأنهم شركائه.
سأختار مرشحاً يخاف الله في الاعلام، فلا يقودهم لحماية حركاته وسكناته، لا يصطفى منهم فئة ويحرق بهم بعض او كل أقرانه، مرشحاً يمنح الاعلام المكانة والمساحة والحرية، ما أن كانت صادقة وموثوقة منابعها واتجاهاته، يعلو بهم وعياً ومعلومة صدق ونشر أخبار وطن وينجح لنجاحاته.
سأختار مرشحاً متعلم مثقف قارئ متابع، همه مدرسة ومعلم وطالب، يرى بالعلم مستقبلاً ويعي متطلبات صونه وتطوير ابعاده، يخدم جامعة ومستشفى ويدعم بحثا علميا ويكافىء تدرج أستاذ جامعي ليكون رمزا في علمه وخدماته، يضمن وصولا سهلاً، وفرصة أهم، وقسطا دراسيا متاحا لطالب علم، ويثني على مقدم خدماته.
سأختار مرشحاً يتابع الفن والثقافة، يهتم بالعمل والدراما، يسند ممثلا وفنانة، مرشحاً يحضر مسرحاً ويسمع قصيدةً ويطرب لغناءٍ ولحنٍ أصيل، يختار ما هو وعي للمجتمع في رسالته وصون أبناءه وبناته.
سأنتخب من يعي انظمة وقوانين وتشريعات الحياة في الوطن، يقرأ ويحلل دون تحيز او سمسرة او غاية او تضييق او تهميش لابناءه، يُعدّل ويضيف ويقترح ويصوب، ولا يرفع إصبعه في المجلس إلا ثقةً ووعياً لاحتسابه.
سأنتخب فقط من كان الاردن عنوانه، فلا يعنيني اختياره وفق دينه وجنسه ونسبة تمثله واصل منبته ولا حتى حزبه، بل سأختار حرصه ووعيه وانتماءه، وسلامة عقله وصدق مبتغاه ونظافة جيبه وسريرته، وسأعمل جاهدا وصولاً لاختياره.