"توجيه صارم" من الملك لمسؤولين .. "الوضع الحالي "غير مقبول" .. ولن نتوقف بتغيّر الشخوص

جفرا نيوز - فرح سمحان

توجيهات وكلام الملك مؤخرًا لمسؤولين من مختلف المواقع والمناصب خلال اجتماعات مختلفة منها في قصر الحسينية وأخرى بمؤتمر البحر الميت وفي الرئاسة وخلال الجولات على المحافظات وغيرها ، مدروسة ومتقنة ولها أبعاد جيوسياسية لربما ، مع التركيز على فكرة أن التطبيق بعدها يكون فوريا على عكس الاجتماعات البروتوكولية مع الوزراء والمديرين التي لا يخرج منها ما يريد الملك ويتعطش له الشارع الذي يحفظ دائما خط الرجعة . 


تصريحان مهمان من مجموعة تصريحات للملك لخصا المشهد بوضوح ، الأول قوله بأن الوضع الحالي غير مقبول وهذا لا يقتصر على توجيهات تتعلق بالسياسات الصحية والتدخين وحسب بل الترجمة الحرفية تعني أن هناك تقصيرا واضحا وبطئا في عجلة التنفيذ ، ثم بالعودة إلى تصريحه حول التحديث عندما قال إنه سيستمر على الرغم من تغير الشخوص سنرى بأنه رد على تحليلات أشارت أخيرا إلى أن مؤتمرا عاما على التحديث  لم يكن عقد تمديد لحكومة الخصاونة أو احتفال بإنجازاتها بل ملخص لفكرة أن الحكومة القادمة عليها عبء كبير جدا في إرساء قواعد الثبات والاستقرار التحديثي والعبور نحو النهج الجديد المرتقب  . 

المطلعون على نشاطات الملك هذه الفترة يرون بأنه يحاول قدر المستطاع ضخ التوجيهات بما لا يدع أمام المسؤولين مجال للتقصير أو التراخي أي بمثابة خارطة طريق تمنعهم من الخروج عن النص ، وحتى لا يقال إن الإنجاز مجرد كلام على ورق تحديدا وأن الملك راهن على نجاح خطط منها التحديث بمساراته كافة وانتعاش قطاعات مفصلية كالصحة والتعليم والصناعات والشراكة بين القطاعين العام والخاص . 


ربما وقع أثر الرسائل على المسؤولين في حضرة الملك و "لغة التوبيخ" المبطن التي تأتي تباعا وفي كل مناسبة هي أكبر دافع للعمل والإنجاز في ظل التقصير الملحوظ ، حتى جاء مؤتمر البحر الميت وآخر لقاءات وجولات للملك على هيئة فرصة للبعض ليقولوا ويتحدثوا بلغة صريحة ومكاشفة دون سياسة "الغمغمة واللف والدوران" .