نتنياهو السادس.. إلى أين؟!.

جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة
 
موافقة بنيامين نتنياهو السادس على تشكيل لجنة للتحقيق في استخدام الشرطة لبرنامج بيغاسوس للتجسس، يقود لخلافات داخل الليكود، كما أن قرار المحكمة العليا حول حجة عدم المعقولية يوم 12/أيلول القادم سيقود إلى انتخابات جديدة، وقانون إعفاء الحريديم من التجنيد اجج مواقف قيادات بالليكود.. فيا ترى هل نشهد بدايات انتحار للمعسكر اليميني المتطرف ككل؟!.

بداية.. تصريحات وزير العدل ياريف ليفين بأن إدارة الرئيس بايدن وراء تأجيج الشارع الاسرائيلي ووراء محاولات تفكيك الائتلاف الحكومي تؤكد أن العد التنازلي لبقاء حكومة نتنياهو السادس قد بدأ، وان رفض استقبال نتنياهو السادس بالبيت الأبيض والأصوات في الكونغرس من الحزبين على خلفية تصريحات المجنون بن غفير حول التنقل والحياة بالضفة الغربية سوف يدفعان إلى انتحار المعسكر المتطرف بزعامة نتنياهو السادس.

«بيغاسوس» ولجنة التحقيق هدفها التورية على القضايا الجنائية المتهم بها نتنياهو السادس من احتيال ورشوة، وأن انسحابه لحظة إتخاذ القرار كان واضحا لجهة أبعاد الشبهة عنه في ملفات القضايا المرفوعة ضده، وهو يدرك الآن أن نهايات اليمين المتطرف لائتلافه دنت، وأنه ملزم بعد استصدار المحمكة العليا لقرارها يوم 12/أيلول القادم برفض قانون حجة عدم المعقولية، ان يقبل بفكرة إجراء انتخابات مبكرة باعتبارها استفتاء شعبي حول الإصلاحات القضائية برمتها، واستطلاعات الرأي تؤكد أن الليكود يعيش مرحلة ما قبل التفكك والانشقاق على غرار ما حدث لحزب العمل بداية تسعينات القرن الماضي.

الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتيش وعوتسما يهوديت بزعامة بن غفير يستعجلان تمرير مشروع قانون اعفاء الحريديم من التجنيد العسكري، قبل الإعلان عن انتخابات مبكرة قد تتم بدايات العام القادم، وأن قرار المحكمة العليا برفض قانون حجة المعقولية(مؤكد)، سوف يدفع بإتجاه الضغط على اليمين المتطرف لقبول إجراء انتخابات مبكرة، ولا يخفى أن إتصالات سرية وعلنية بين المعسكر الوطني بزعامة بني غانتس ولابيد مع إدارة الرئيس بايدن والكونغرس ومع اللوبيات الصهيونية في أمريكا افضت إلى الضغط على اليمين المتطرف ورفض التعامل معه لحين إعلانه قبول إجراء انتخابات مبكرة.

إسرائيل الثالثة.. بزعامة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف تتجه إلى الانقسام السياسي والحزبي والامني، والانتخابات القادمة ستفكك الليكود إذا خسر الانتخابات وهو امر شبه مؤكد، والمشكلة سوف تتعمق، وبكل الأحوال فإن ما يجري سيقود حتما إلى نهايات متشابهة ما بين العمل والليكود، وما بعد فإن نتنياهو السادس سوف يختفي من المشهد السياسي الاسرائيلي، ولن تكون القيادات الجديدة لليكود قادرة على ترميم الخراب الذي أصاب الحزب واليمين المتطرف ككل.