أعيدوا للطلبة مقاعدهم

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

ان قرار وزارة التعليم العالي بتخفيض عدد المقاعد الجامعية لهذا العام تحت مبررات يراها الناس بانها ليست منطقية وبعيدة كل البعد عن الإقناع مع نسبة النجاح المرتفعة لطلبة الثانوية العامة التي اعتبرتها الوزارة غير مسبوقة .

فتخفيض الوزارة لمقاعد الطب وبعض التخصصات ذات العلاقة بنسبة كبيرة، وبعدد اقترب من الألفين يتنافى مع حجج الوزارة فيما يتعلق بموضوع الركود، لأن الجميع يعلم انه لا يوجد ركود ملموس، او ما قد يشكل تراكما لتخصص الطب في المستقبل الذي لا ينتهي الطلب عليه الان او مستقبلا .

  هذا على الجانب المحلي، في حين أن هناك اعدادا كبيرة من أبنائنا في هذا القطاع يعملون في الخارج ورواتب بعضهم عالية جدا مما يرفدون بلدنا بالعملة الصعبة.

 كما ان التخفيض او الإلغاء إذا جاز لنا التعبير يعتبر تدخلا مباشرا، واجبارا للطلبة للتوجه إلى تخصصات قد لا يرغبون بها ونحن ننادي بالرغبات والميول حتى نصل الى الإبداع والابتكار، مما يشكل ظلما لبعض الطلبة دون غيرهم.

  خاصة وان الحكومة غير ملزمة بالتوظيف او إيجاد عمل مما يشكل هذا التدخل الزاما لها في إيجاد فرص عمل لمن اجبرتهم على دراسة تخصصات ترى هي بانها مطلوبة .

 اما موضوع الاستيعاب الذي سوقته الوزارة واعتمدت عليه باتخاذ قرار متسرع فأعتقد انه غير مدروس ومنافٍ للواقع ونحن بعصر التطور والتكنولوجيا والدعوات للتعليم عن بعد، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في التعليم بواسطة «الاون لاين» او الفيديو المرئي او نظام الزوم وغيرها من الوسائل التي تعتبر غير مكلفة ويحب ان تكون متوفرة لسهولتها في جميع جامعاتنا خاصة بعد جائحة كورونا حيث أوضح رؤساء الجامعات حينها بأنهم جاهزون للتعليم عن بعد دون الاضرار بالطلبة الذين بإمكانهم ان يحصلوا على مادتهم التعليمية كاملة .

 وبإمكان الطلبة بما فيها الذين يدرسون الطب ان يحضروا محاضراتهم النظرية خلال وعبر هذه الوسائل.

 هذا وقد عبر بعض الطلبة الناجحين عن رفضهم لهذا القرار عبر احتجاج سلمي نظموه امام وزارة التعليم العالي أمس تحت شعار «ارجعوا لنا حقنا في المقاعد «.

ومع اعتقادنا ان هذا القرار اتخذ دون مشاركة الأسر والاهالي او الخبراء المختصين في هذا الموضوع البعيدين عن المصالح.
 حيث كان هناك دور ضاغط لبعض المستفيدين من القطاع الخاص وكأنه يدفع بهم دفعا إلى الخارج او القطاع الخاص في ظل ان التخفيض شمل التخصصات ذات الرسوم المنخفضة وإبقائها ضمن التعليم الموازي وبأسعار عالية مما ينفي الطاقة الاستيعابية لنزيد من معاناتهم معاناة جديدة في قطاع التعليم الذي يحتاج إلى هيكلة ونظام جديد يخلق حالة من الراحة والاطمئنان للأسر وذويهم .

و إعادة النظر بهذا القرار وبسرعة وإعادة المقاعد للطلبة قبل إعلان اسماء المقبولين في الجامعات.