هل ستنهي بريكس سطوة أمريكا والغرب اقتصاديا؟؟

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

بعد ان نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في اطالة امد الحرب الروسية الأوكرانية، كما دبرت وخططت لها بهدف إنهاك الجانب الروسي وتكبيد اقتصاده خسائر كبيرة. في ظل العقوبات القوية التي فرضت عليه في جوانب كثيرة وبأشكال متعددة لم يشهدها العالم من قبل..

 وعلى الرغم من ان الجانب الأوكراني هو الخاسر الأكبر في المعركة بعد ان دمرت مدنه وشرد سكانه هربا من القصف، الا انه فاهم اللعبة الامريكية جيدا، فحاول استغلالها والاستفادة منها من خلال ابتزاز الغرب والطلب الدائم منهم لتزويد بلاده بالسلاح والطائرات الحديثة، بعد ان ضمن لمواطنيه الذي هربوا من الحرب والقصف الروسي عيشا كريما وإقامة طيبة كاللاجئين على الأراضي الأوروبية.

 هذه المعركة التي أجبرت عليها اوكرانيا طمعا في الخروج من الجحيم الروسي والتدخل بشؤونها، كما تم استفزاز روسيا ودفعها إلى الاستعجال في إعلان حربها على اوكرانيا كما خططت لها أمريكا وحليفتها الرئيسية بريطانيا كان الهدف منها تعزيز احادية القطب وتأكيد الهيمنة الأمريكية وكبح جماح الصعود الروسي وكذلك، رسائل مبطنة للتنين الصيني الذي اخذ يوسع نفوذه ويجد له أماكن لوضع اقدامه عليها في مناطق النفوذ الامريكي.

 فبعد القرار الامريكي بتقليص تواجد قواته العسكرية في الخارج واعادتها إلى ثكناتها في الاراض الأمريكية على عكس روسيا وفرنسا حيث تعمل الأولى من خلال قوات فاغنر والثانية بقواتها وعناصر جيشها في بعض دول افريقيا وآسيا وغيرها فان الامريكان لجأوا الى غزو العالم اقتصاديا باعتباره الأكثر تأثيرا والأطول امدا وعمرا، وأقل خسارة وتكلفة.

مما دفع مجموعة بريكس إلى زيادة نشاطها ودفع عجلتها إلى الأمام والتعامل مع الغرب بنفس اسلوبهم من خلال توسيع تحالفها وزيادة عدد أعضائها بعد ان تم قبول انضمام 6 اعضاء جدد إلى التحالف الذي يشكل لغاية الآن أكثر من ربع اقتصاد العالم ويضم ما يقارب نصف سكان العالم.

  وعلى الرغم من ضعف وتضارب المصالح المشتركة بين أعضاء المجموعة ذات الأهداف والغايات المختلفة، الا ان ما يجمعهم وبوحدهم هو ازدراء النظام العالمي الاقتصادي الذي يقوده الغرب وزعامة الولايات المتحدة الأمريكية..

 ومع توسيع قاعدته وزيادة عدد أعضاء بريكس ووجود طلبات أكثر من عددهم الحالي إلى الانضمام ومع انضمام دول نفطية مثل السعودية وإيران والجزائر الامر الذي سيزيد من قوتها الاقتصادية وزيادة تأثيرها واتساع ارضيتها وقاعدتها السكانية ايضا.

 وفي ظل السياسة الهادفة الى تبادل تجاري بعملة الدولة نفسها فإن ذلك سيؤثر حتما على الخطط الأمريكية والغربية وسيجبرها على الاستدارة وتغيير طريقها والبحث عن بدائل اخرى، بعد ان مل العالم سطوتها الاقتصادية وعقوباتها الأحادية وتحكمها بالعالم مستغلة نفوذها وتقاطع مصالحها مع الغرب.

 وإذا ما قُيض لتحالف بريكس النجاح بعد نشاطه الواضح وزيادة فاعليته وتحديد أهدافه بدقة وأكثر وضوحا وزيادة عدد أعضائه.
 الامر الذي سيمنحه قوة اقتصادية تمكنه من فرض شروطه وتجبر الغرب على الجلوس معه على نفس الطاولة، ومقاعد متقابلة خاصة وأنهم أصحاب الحصة الكبرى مجتمعين بامتلاك النفط في العالم. 

  هذا السلاح الاقوى والاكثر سيقلبون المعادلة وسيغيرون شكل العالم.