الفيصلي .. والبقيه تنافسه

  جفرا نيوز - كتب - عبد الحافظ الهروط

خسر الفيصلي ثلاث مباريات متتاليات أمام الوحدات، وهذا لا يعني في مفهوم كرة القدم أن الفريق انتهت منافساته محلياً، حتى لو انه خسر  كاس السوبر ويخسر الدوري الحالي. 

الاندية التي تمارس اللعبة، على جماهيرها أن تبقى الى جانب الفرق التي تشجعها ، وإلا لن تكون هناك كرة قدم، لا في الاردن، ولا في أي بلد من بلدان العالم.

وعندما اتحدث عن الفيصلي، على وجه الخصوص، كناد اشجع فريقه ( البطل) ، فإنني انحاز اليه كعضو في هيئته العامة، ولن يكون هذا الانحياز على حساب أي ناد آخر، كأن أحلل الفوز للفيصلي وأحرّمه على بقية الفرق، إن كان هذا الفوز في مباراة أو بطولة، تستحقها.

المؤسف، أن "الاعلام القاصر" هو الذي ينجرف وراء مجريات نتيجة مباراة، ليطلق الأحكام على هذا الفريق وذاك اللاعب، ومثلهما الادارة والجهاز الفني، ولم يحكم هذا الاعلام على مسيرة موسم، وما اذا هذا الفريق استحق البطولة، أو كان أداؤه وبنسبة ٨٠ بالمئة، أقل أو أكثر ، ثابتاً أم لا.

والحقيقة أن جميع فرقنا الاردنية، ومنذ سنوات طويلة، لم تكن في مستوى فني ثابت، ولكن بالمجمل، بينها فرق هي الأفضل، فالفيصلي الفائز بالموسم الماضي، هو الذي تنافسه كل الفرق بما فيها الوحدات، حيث  انحصرت البطولات السابقة بينهما، الى أن دخل الرمثا وفض الاحتكار بين الفريقين، ولكنه لم يحتفظ باللقب لموسم آخر، مع أنه أكثر الفرق التي تعتمد على المواهب وتصدّرها، محلياً وخارجياً.

وفي وقتنا الحالي، صار كل واحد في الوسط الرياضي، إدارياً ومدرباً وإعلامياً ومحللاً ولاعباً، يحكم على هذه المسميات، حيث يشاء، فإن فاز الفريق قال إن الادارة ناجحة وأن المدرب كما لو هو كان يقود منتخباً أو فريقاً عالمياً، وصار ينظر الى اللاعب ويصنفه بمرتبة  نجوم العالم ويسميه باسم من أسمائهم، والكل اعلامي والكل محلل، حتى بات الاعلاميون ينساقون وراء الجماهير، لاسترضائها ويميلون على هذه الادارة ويغازلون تلك.

أنا استغرب من إعلاميين قبل استغرابي من الجمهور، وهم ينظرون الى خسارة الفيصلي أمام الوحدات - رغم الحساسية التنافسية-وكأن الدوري قائم بين فريقين وليس بين اثني عشر فريقاً، وكل فريق يقاتل من اجل الفوز عليه، ولم ينظروا الى كثير من المواجهات الأكثر أهمية والأكثر حساسية التي خسر بها كل من برشلونة وريال مدريد امام الآخر، ولخسارات متتالية وخلال شهر أو أكثر.

كرة القدم الاردنية، اذا ما اردنا أن نظل على تواصل معها، ونستمتع بها، هو أن تطالب الجماهير، الفرق بالأداء، وإلا فإن الفوز لن يكون حكراً على أي فريق، سواء كان الأفضل واستحقه، أو لم يستحق.  

أقول لجمهور النادي الفيصلي وادارته وأعضائه: تماسكوا، فالنسر  هو الذي "تطارحه البطولات هديلاً"، والله الموفق.