تَحريفٌ وتكييفٌ وتصريف !!

جفرا نيوز - بقلم محمد داودية

تنتشر أقوالٌ وحِكَمٌ ومأثورات، تُنسبُ إلى الرٌّسل والخلفاء والأباطرة والملوك والقادة والزعماء، وغالباً ما لاحظنا تحريفاً هنا واجتزاءً هناك يُخِلُ بالمعنى إخلالاً كلياً.

* يُنسبُ إلى الإمام علي كرّم الله وجهَه قول: «احذروا الجائعَ اذا شبعَ والغنيَ اذا جاع». لو دققنا لإكتشفنا أن هذا القول، المعادي للفقراء، المنتقص من كراماتهم، لا يمكن ان يصدر عن الإمام علي وهو الذي قال: «لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته».

الصحيح ان الإمام علي قال: «احذروا صولةَ الكريم إذا جاع، وصولةَ اللئيم إذا شبع».

* عندما اتفقت الدول الخليجية الست على إنشاء مجلس تعاون فيما بينها، وقفت عند الإسم مطولاً واستقر الإجماعُ على تسمية المجلس: (مجلس التعاون لدول الخليج العربية) فعادت كلمة «العربية» على الدول وليس على الخليج.

ولولا مراعاة إيران، لكانت التسمية: (مجلس التعاون لدول الخليج العربي).

* العقيدة القتالية التكفيرية، هي التي كانت تحرّك الوهابيين في غزوتيهم الدمويتين لبلادنا، سنتي 1922و 1924، فقد كان الغزاةُ المتوحشون، الذين بقروا بطون الحوامل، وأعمَلوا السيفَ في كل الكائنات الحية على ثرى الأردن، قد تشربوا عقيدة تكفير أبناء شرقي الأردن، وأنهم انما يغزون بلادنا لمقاتلة الكفار !! ظناً منهم أننا لسنا مسلمين، وكان نشيدهم في الغزوتين الهمجيتين:

يا حلا ذبحة عدوّ الله،

خمس الفرايض مرجيّها.

ينبغي في هذا المقام ان نزجي اطيب التحايا إلى قبيلة الوطن، قبيلة بني صخر التي تلقت الموجة الأولى من الغزاة وتصدت لهم، وهزمتهم شر هزيمة، بتعاون عشائر البلقاء وعشائر الأردن وتضحياتهم الجسام.

* كان أحدُ رجال العرب أجودَ مَنْ في زمانه فقالت له امرأته يومًا: ما رأيت قوما أشدّ لؤْمًا من إخوانك وأصحابك.
قال: ولم ذلك ؟

قالت: أراهم إذا اغتنيت لزِمُوك، وإذا افتقرت تركوك.

فقال: هذا والله من كرمِ أخلاقِهم، يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقِهم !!
لكل جسم زوايا ومساقط رؤية عديدة. يعتمد على ما لدى الناظر من إيجابية او سلبية.

ما تزال العرب تقول: ظُنَّ بأخيك خيراً.