مين اللي سرق الغلة !؟

جفرا نيوز - البدوي الملثم
على انغام روائع "الازعاج" الصباحي المعهود , و"الجعجعة" اليومية بدءاََ بـ "طقطقة العظام" و"دق ألماني" ... بدأ "عقيل" يومه , وقد أشرق وهو يرتدي الملابس "التي على الحبل" متأنقاََ ببدلة السفاري ذات اللون "البيج" وقد وضع في اطار قبة رقبتها محرمة فاين , وبدى أكثر شبابا وحيوية بعد أن قام بصباغة شعر رأسه بالأسود "الفاقع" لإخفاء الشيب الذي غزى مفرقيه!..
عموماََ ... في ذلك الصباح المعطر برائحة "السولار" التي تُزين مجمع رغدان في المحطة , كان "عقيل" يمتطي صهوة باص "الكوستر" العمومي , متوجها بيمن الله ورعايته الى شارع الجامعة , وقد طلب "كنترول" الباص من الركاب قبل الاقلاع ان يتفقدوا "سترة النجاة" أسفل المقاعد , وربط أحزمة الامان وتلاوة دعاء السفر لأن الاقلاع وشيك جداََ !!..
ومع انطلاق الباص بسرعته الجنونية , استل "عقيل" قلم البيك الازرق وراح يهذي بعبارات غير مفهومة على ورقة كرتونة سيرف طرداََ للملل وجاء فيها: "مين اللي سرق الغلة" .. و"من خان الامانة" .. "وين وليد ..؟ باسم , سهل , سميح .. عماد أيضاََ .. "الفوسفات" و"سكن كريم" .. و"تعيينات أبوسنسال" و"العبدلي" " و"المنحة الكويتية" ... طار الدوري .. طار .. سألتك "حديدي" لوين رايحين ... وهات المجوز يا عبود ... و"موارد" .. " !!
في تلك الاثناء كان "عقيل" يغط في نوم عميق , والباص قد تجاوز شارع الجامعة وأصبح على مشارف الكمالية .. عندها صرخ "عقيل" قائلاََ : نزلني هون !..
هبط عقيل بسلام وترأى أمامه ضريح محاط بغابة من الاشجار الكثيفة بأجواء جنائزية كئيبة .. وهمس عقيل قائلاََ : الله يرحمك يا وصفي .. خيراََ فعلت حتى لا تشاهد هضول "الزعران" !!..