النازية والصهيونية : تماثل في الصعود !! (2)

جفرا نيوز - بقلم محمد داودية

 تكشف لنا حلقات مسلسل «هتلر- دائرة الشيطان» الموجود على «نتفلكس»، انه ما كان في وسع هتلر أن يهيمن على 70 مليون ألماني لولا عصبة من الرجال الطموحين المتملقين: ديتريخ ايكارت، ورودلف هيس، ورينهارد هايدرش، وهنريك هملر (أبو الهولوكوست) وهيرمان غورينغ، وغوبلز، ومارتن بورمان، وآرنست روم، وآلبرت شبير.

سخّر الحزبُ النازي مقدرات ألمانيا الهائلة، البشرية المالية والصناعية والزراعية والعلمية وسخّر ابناءها للتصنيع العسكري الذي كان محظوراً بموجب معاهدة فرساي المذلة: الطائرات والدبابات والطرادات وحاملات الطائرات والغواصات والصواريخ.

وبنى الحزب النازي من أبناء المانيا جيش «الفيرماخت» وكان عديده سنة 1941 نحو 5.4 مليون مقاتل، استعداداً للثأر والغزو الذي بدأ في أيلول 1939 باحتلال بولندا، واحتلال الدنمارك والنرويج في نيسان 1940، واحتلال بلجيكا ولكسمبورج وفرنسا وهولندا في أيار 1940، واحتلال يوغسلافيا واليونان في نيسان 1941.

لقد هلك 9 ملايين عسكري ألماني في تلك الحرب، وتمت تسوية مدن المانيا بالأرض، واستسلمت المانيا، التي أوهم النازيون شعبَها أنها فوق الجميع، بلا قيد إلى الجنرال الأميركي دوايت آيزنهاور وإلى المارشال الروسي غيورغي جوكوف في 7 و 8 أيار 1945.

يحمل هذا المسلسل التاريخي عِبراً ومآسيَ بليغة، المذهل أنها عِبَرٌ متكررة حرفياً، لم يستفد منها القادة ولا الشعوب عبر التاريخ، ومن ذلك الأحزاب النازية الأوروبية الجديدة، والأحزاب والحركات والأنظمة الشمولية الأحادية في مختلف أرجاء العالم.

ويحمل المسلسل أيضاً تحذيراً من تكرار نفس المصير إلى القيادات الإسرائيلية المتتابعة، التي تمضي بتهور، على خطى الدولة العسكرية، والمسارات النازية، ويهودية الدولة، وبله التمييز العنصري، وأوهام التفوق العرقي المتعجرفة.

ان ثيمة هذا المسلسل هي ان الاحتلال إلى انهيار وزوال.

وحيث ان الاحتلال النازي لأوروبا لم يكن قَدرا، فإن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس والهضبة السورية ليس قَدراً، وانه لن يفلت من مكر التاريخ وعدله.

يتكون المسلسل من عشر حلقات:

الأبطال المذهونون، إعادة التجميع، سقوط آرنست روم، صعود معاداة السامية، مجموعة بيرغوف، جنون رودلف هيس، صعود وسقوط رينهارد هايدرش، صعود المتملقين، بداية النهاية، والانهيار.