خطوة سعودية متقدمة
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
خطوة سياسية مقدرة، أقدمت عليها المملكة العربية السعودية، بتعيين سفيرها لدى الأردن نايف بن بندر السديري، سفيراً لدى دولة فلسطين المحتلة.
السفير السديري قدم أوراق اعتماده الأولية لمستشار الرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي، كمقدمة لتقديمها إلى الرئيس الفلسطيني شخصياً في وقت لاحق، وفق ما هو متبع دبلوماسياً.
لفلسطين سفارة لدى العاصمة السعودية الرياض، والعلاقات بين البلدين والشعبين قائمة متواصلة تضامنية عميقة محترمة، ولكن عرقلة خطوات انسحاب قوات المستعمرة، وعدم استكمال إجراءات الاستقلال الفلسطيني، منذ اتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل عام 1993، والتراجع عنها، وإعادة احتلال المدن الفلسطينية التي سبق وانحسر عنها الاحتلال، وإعادة احتلالها على أثر إعلان مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 المقترحة من قبل السعودية.
شارون رداً على نتائج قمة بيروت، ورفضاً منه لمبادرة السلام التي اقترحتها العربية السعودية، أعاد احتلال المدن الفلسطينية، ولهذا عطلت إجراءات المملكة العربية السعودية، تعيين سفيرها لدى دولة فلسطين التي تعترف بها الرياض، وتدعم تطلعات شعبها نحو الاستقلال، وتلتزم بتقديم الإسناد له تعزيزا لمقومات صموده، و نحو استمرارية نضاله، استجابة لتطلعات الشعب العربي الفلسطيني نحو حقوقه المشروعة الثابتة غير القابلة للتبديد أو التقادم والتلاشي، نحو العودة والحرية والاستقلال.
خطوة المملكة العربية السعودية نوعية غير مسبوقة في تعيين السفير كي يتولى مهمتين في آن معا في فلسطين، حيث تم الإعلان عن ذلك، أنه سفيراً لدى رام الله، وقنصلاً عاماً للمملكة العربية السعودية في القدس، وهو بذلك يعيد التأكيد امتداداً للقنصلية السعودية في القدس التي كانت قبل عام 1967، وتم افتتاحها عام 1947، كقنصلية عامة برعاية عبد العزيز بن أحمد السديري عم السفير الحالي نايف بن بندر السديري، وهي لفتة ذكية سياسية من قبل العاصمة السعودية لها معنى في غاية الأهمية.
بالمناسبة كانت مصر أيضاً لها قنصلية في القدس قبل عام 1967.
ردة فعل المستعمرة كانت سريعة سلبية غير مرحبة بالخطوة السعودية، نظراً لانعدام العلاقة الرسمية الدبلوماسية بين الرياض والمستعمرة، ولان الخطوة الدبلوماسية شملت التعيين القنصلي في القدس، وربطت ما بين القدس ورام الله.
سفير المملكة العربية السعودية لدى الأردن، ليس أول سفير في عمان يتم تعيينه سفيراً لدى فلسطين، فقد سبقه سفير دولة الكويت، التي لا تربطها أي علاقات من فوق أو من تحت الطاولة مع المستعمرة الإسرائيلية، علنية أو سرية، على مستوى الدولة أي لا علاقات ولا رهانات إسرائيلية على أمير الكويت، أو حكومته، أو على برلمانه الحازم وطنياً وقومياً، ولا على شعبه الرافض لأي علاقة مع المستعمرة، ومع ذلك سبق وأن سجل الكويت تمثيله الدبلوماسي مع دولة فلسطين، وتقديم أوراق اعتماد سفيره لدى رام الله.
خطوة السعودية المباشرة سجلت عدم رضى لدى المستعمرة، لغياب العلاقات الدبلوماسية، ولأن التعيين تم مزدوجاً سفيراً لدى رام الله وقنصلاً عاماً لدى القدس، مما يؤكد على مكانة القدس العربية الفلسطينية، حيث سبق للولايات المتحدة أن كان لها قنصلية عامة في القدس الشرقية مستقلة عن سفارتها في تل أبيب، قبل أن يعلن الرئيس المنهزم ترامب اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية يوم 6/12/2017.