النازية والصهيونية: تَماثُلٌ في الصعود !! (1)
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
توفر شركة «خدمة البث العالمية- نتفلكس» مسلسلاً مثيراً مهماً بعنوان «هتلر- دائرة الشيطان» يتكون من عشر حلقات وثائقية بتقنيات جذابة بطول 50 دقيقة للحلقة الواحدة، تناوب على اخراجه 6 مخرجين كبار وتحدث فيه عدد كبير من الخبراء العسكريين والسياسيين والمؤرخين.
يعرض هذا المسلسل الجذاب، الذي يمزج بين الوثائقي والدرامي، صعود وسقوط رجالات هتلر البارزين وصراعهم الضاري على ظل الزعيم والسلطة والنفوذ، وأبرز هؤلاء ومن هو في طبقة المؤسسين، الشخصية الثرية الغامضة الشاعر ديتريخ ايكارت الذي يعتبر الأب الروحي للطاغية هتلر، الذي فلسف للحزب النازي ونظّر لحاجة المانيا إلى مخلّص وحرّك القوة السياسية الألمانية برمتها من خلال المجموعة اليمينية الغامضة ( تول)، التي تؤمن بأن العرق الآري التوتوني هو القوة الحضارية المحركة عبر التاريخ، والتي طرحت افكارا أسطورية وعرقية افتتن بها الشباب الألماني.
لقد اعلن الحزب ان ألمانيا فوق الجميع -كما هو حال عقيدة شعب الله المختار الصهيونية- التي تتماثل مع النازية في الصعود وستتماثل معها في السقوط !!.
ولا يخفى ان اتفاقية فرساي المذلة سنة 1919 التي أسفرت عن تقسيم المانيا واقتطاع ولايات عدة من أراضيها وتغريم شعبها 260 مليار قطعة ذهبية تساوي 860 مليار دولار اليوم، كانت سببا مباشراً في نجاح وصعود حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني الذي ثوّر الألمان على «إذلال فرساي».
لقد تحرك الحزب ببراعة في أوساط الشعب الألماني امتدادا «من النخبة إلى الحشود»، تحت شعار «استيقظي ألمانيا»، محددين عدة أهداف هي استرداد الأراضي التي اقتطعتها فرساي ووقف دفع الغرامات المالية ورفع الحظر عن تسليح الجيش الألماني الثقيل.
واذا كانت النازية قد ارتكبت مذابح رهيبة لا يزال يدينها الضمير الإنساني ضد يهود أوروبا، فإن الإعلام الصهيوني، تمكن من طمس حقيقة إن المانيا النازية قتلت من أبناء شعوب جمهوريات الإتحاد السوفياتي الستة عشر، ومن أبناء أوروبا، أكثر مما أبادت من أبناء الديانة اليهودية بعشرة أضعاف !! فلم يكن اليهود وحدهم الذين جرت إبادتهم، إذ طالت الإبادةُ اليهودَ والشيوعيين واليساريين !!