"قنوات الطخ" تبحث عن الشعبويات .. "ضيف حامل سيف" أساء لخطوط حمراء .. فأين المذيع والأجهزة؟
جفرا نيوز - فرح سمحان
تبادل اتهامات وصراخ وتصريحات تصل حد الإهانة ، هكذا بدت البرامج الحوارية الساخنة على بعض المحطات التلفزيونية الأردنية ، مذيع يريد الجدل ويبحث عن النجومية والشهرة وضيوف يريدون إثبات أنفسهم على أنهم الأفضل والأحق ، في وقت يشتاط المواطنون فيه غضبا وحسرة على أحوالهم وأنهم مجبرون على الدوام لتقبل "طخ الشعبويات" وبث السم في العسل بطرق خبيثة وملتوية .
اللافت أن الأجهزة المعنية تكف البصر عن بعض القنوات التي أصبحت مصدرا لبث الفتن وخلق حالة من شأنها تضليل الرأي العام ما يعني ضرب عصفورين بحجر واحد ، افتعال جدل إلى جانب سياسة إشغال الناس عن الواقع المرير ، كما أن الرقابة الإعلامية مغيبة تماما عن متابعة محتوى البرامج الخدماتية التي خرجت عن هدفها لتصبح فقرات لعمل "شو" مقرون بعدد المشاهدات .
اللوم عند وقوع الإساءة والخطأ لا يقع على عاتق الضيف أو من تفوه بالكلام ، المذيع أيضا عليه مسؤولية إدارة الحوار بشكل جيد وفهم تركيبة الشارع ومكنون المجتمع الأردني ، فالبحث عن البروباغاندا الإعلامية يكون واضحا ويختلف في شكله عن محاولة إيصال رسائل ونقد بناء بطرق مهنية دون امتهان .
العشائر الأردنية والدين والشرف وغيرها تقع تحت بند "الخط الأحمر" ولا يحق لأحد تجاوزها ، فكيف لو كانت وسيلة إعلامية ، وكيف للمواطن أن لا يشعر أن الإساءة مقصودة والضيف والمحاور يستطردون الحديث بالشرق والغرب دون إطلاع أو اتفاق على محاور الحلقة أو تنميقها .
السؤال الأقوى ، من سيقتنع أن الإعلامي الذي أساء لاثنتين من أكبر عشائر الأردن المقدرة ليس مدعوما حتى يملك من الجرأة ما يكفي لخلق حالة أشبه بتوتر النسيج الداخلي عبر تصريحات وأن كان قد أساء التعبير عنها لكنها وصمة وخطأ لا يغتفر ، ثم أن الحديث عن قانون الجرائم الإلكترونية أصبح مادة مملة لا دسمة والعشائر وسمعة الأشخاص وغيرها لا تصلح كأمثلة لخلق الفتن والجدل .
المطلوب اليوم من إدارات القنوات "تحجيم" المواقف والقرارات واختيار الضيوف للبرامج بحسب اختصاصاتهم لا لخلق المشاهدات عبر "التشبير" والصوت المرتفع والانفعالات المُبالغ بها ، المواطن لم يعد يحتمل أن يكون كبش الفداء والمادة التي يُتاجر بها من قبل البعض .