"في قلب أوروبا" .. قصة أردني جمع المغتربين تحت سقف واحد

جفرا نيوز - منذ أن وطأت قدماه العاصمة السويسرية جنيف قبل 35 عاما، لم يسمح محمد أبو الرب لنمط الحياة الغربي العابق بالحياة أن يلغي تواصله الاجتماعي ومد جسور التعاون مع المغتربين الأردنيين هناك، ليتوج انتماءه للوطن بتأسيس الهيئة الأردنية الأوروبية عام 2017.

فقد كبرت هذه الفكرة في عقل وقلب ابو الرب شيئا فشيئا الى أن ترسخت واصبحت

حقيقة بعد مشاركته في معسكرات الحسين للمغتربين في منطقة المثلث الذهبي بوادي رم والعقبة والبترا حيث اسس الهيئة ليكون من أهدافها ربط المغتربين بوطنهم الأم، وترويج الأردن سياحيًا وهو البلد الجاذب للسياحة والمغامرة بكل تفاصيلها.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) سألت ابو الرب في لقاء أجرته معه عن قصته مع الاغتراب والعودة الآن للأردن والترويج له، فكانت إجاباته كلها أنَّ لا سبيل لأي إنسان أن يترك أو ينسى بلاده لأنَّها ستبقى ملاذه مهما تغيرت وطالت الأيَّام.

وقال، إنَّه بذل جهودًا متواصلة لجمع المغتربين الأردنيين في سويسرا وتشكلت لديه فكرة تأسيس هيئة أردنية تُعنى بشؤونهم هناك إلى أن تبلورت واقعا ملموسا حيث سجلها رسميا في العاصمة السويسرية جنيف عام 2017 تحت اسم الهيئة الأردنية الأوروبية العليا لخدمة حوالي 450 مغتربا أردنيا آنذاك.

ولفت إلى أنَّ من أبرز أهداف هذه الهيئة الاجتماع والتشبيك مع المغتربين ودراسة أحوالهم والإسهام بخدمة الأردن في عدد من القضايا خاصة تلك التي تعنى بالسياحة والاستثمار والدراسة، مشيرا إلى أنَّه وبعد تأسيس الهيئة قام بتأسيس المعهد العربي الدولي للسلام والتربية والمسجل أيضا في جنيف عام 2019، كرديف لعمل الهيئة ليكون المغترب سفيرا لبلده في بلاد الاغتراب.

وعرَّف أبو الرب المعهد العربي الدولي للسلام والتربية باعتباره منظمة سويسرية غير ربحية وغير حكومية له شخصية اعتبارية ويعمل في ميدان التواصل بين الشعوب، ومد جسور التعاون بين الشرق والغرب، وتبادل الخبرات بين الثقافات، وتعزيز الحوار والتعايش وتلاقح بينها، متطلعا أن تساهم جهوده في الهيئة والمعهد أيا كانت النسبة في ترسيخ معالم العيش في عالم تسوده المحبة والسلم بعيدا عن العنف، وتتعايش فيه مختلف الأعراق والأديان بوئام وانسجام.

وأشار الى رؤى المعهد تتمثل بالتشبيك بين العرب على مختلف مستوياتهم وكفاءاتهم وتعزيز سبل التعاون بينهم وبين أوطانهم من أجل خدمة المجتمعات والقضايا العربية في الخارج والداخل، كما يسعى المعهد الى مد جسور التواصل بين المغتربين والوطن والعالم الغربي بما يخدم وطنهم والبلد المضيف وتغيير النظرة النمطية بين الشرق والغرب بخبرات محلية ودولية.

وقال، إنَّه شارك في الجلسات الحوارية ضمن معسكرات الحسين للمغتربين بعنوان: "الأردن بلد جاذب للسِّياحة والاستثمار" في تموز الماضي في بيت الشباب بمدينة البترا وبيت الشباب في العقبة بمشاركة 40 شخصا، والتي كانت تهدف الى ربط المغتربين بوطنهم الأردن والتعرف إلى معالمه الحضارية فضلا عن استكشاف آفاق الاستثمار وسبل تنشيط السياحة فيه.

وقال، إنَّ الجلسة الحوارية الاولى نُظِّمت في البترا بحضور أمين عام وزارة الشباب حسين الجبور ورئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، ومدير المعهد العربي الدولي للسلام والتربية الدكتور محمد أبو الرب ضمن محاور الاستثمار، والسياحة، وتمكين الشباب والمرأة.

ولفت الى أن الهيئة الأردنية الأوروبية العليا وقعت اتفاقية مع جائزة سمو الأمير الحسن لتنظيف غابات محافظتي عجلون وجرش وشواطئ محافظة العقبة من قبل المتطوعين في الجائزة والهيئة والمعهد ليكون المغترب سفيرا لبلده في بلاد الاغتراب.

بترا - رزان مبيضين