رؤية نحو عالم متعدد الأقطاب ونحن في الأردن

جفرا نيوز - بقلم إبراهيم العوران - الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بحزب إرادة

الأقوياء عام ١٩٤٥ قاموا بتشكيل عالمنا الحالي وفق ما يلبي لهم كل المنافع عبر تشكيل كل توازنات القوى التي عشناها خلال العقود الماضية.

أما الاَن فإنّنا نشهد تطورات سريعة تلغي جزءاً كبيراً مما تم إخضاعُ الجميع له، ونرى بأم أعيننا الحرب الروسية الأوكرانية والتي هي تعبير حقيقي عن الابتعاد من حصار المعادلات القديمة.

فنرى اليوم أنّ كل من تم تهمشيه خارج لعبة الأقوياء سابقاً قد شرع بتشكيل حلفٍ للجنوب هدفه الرئيسي وقف استغلال الغرب للجميع، ولا ننسى روح الانتقام البارزة بقوة ولا تخفى على الجميع؛ فمثلاً الأفارقة اليوم يقومون بتحطيم النفوذ الفرنسي في بلدانهم، واستبداله بعلاقات تجلب لهم النفع العام.

كل هذا جعل الأوروبيين على وجه الخصوص يدخلون مراحل عميقة من تضارب المصالح فيما بينهم، وهذا يزيد من حرج موقفهم، وأملهم الوحيد الآن إعادة صياغة معادلة جديدة لأوروبا قبل انتهاء الحرب الأوكرانية.

العالم الجديد القادم من أول أبجدياته أنّ الغرب ليس مركز الكون، ولا يستطيع فرض نفسه على الجميع؛ رأينا وسنرى مجموعة أقطاب وقوى جديدة تلعب على المسرح الدولي، وجميعها لن تقوم بتصدير قيم الغرب وثقافته كالعادة.

يبدو أن العالم أجمع أن يذهب باتجاه تغيير كل المعادلات، وستفرض هذه التوازنات والقوى الجديدة الاحترام المتبادل على الجميع وعلى رأسها احترامهم هم أنفسهم كلاعبين جدد اقتصادياً وسياسياً.

نشهد هذا التحول وكل ما يحدث بالعالم، وما زلنا نُحرم أو نَحرم أنفسنا من أن ننتج مجلس نواب يعبر عن الشعب الأردني بشكل حقيقي. لا أدري كل موجات التغيير في العالم ونحن لا زلنا قابعين؛ نخوض حروباً ليست حروبنا ومعاركاً في مجملها كمعارك دونكيشوت وطواحين الهواء لا تسمن ولا تغني من جوع.

من الطبيعي أن نكون تائهين ولكن من غير الطبيعي ولا المنطقي أن يقوم الجميع بمعرفة اتجاه المخرج ونحن ما زلنا نصر أننا لسنا تائهين.

وأن العالم قطب واحد - معركتنا معركة الوعي وليس غير ذلك.