هل الهروب من المشاكل هو الحل؟؟؟
جفرا نيوز - بقلم المهندس مدحت الخطيب
بالتأكيد أنكم على علم بموضوع استبدال ديوان الخدمة المدنية بهيئة مستقلة جديدة تضاف الى الهيئات المستقلة التي لا تخفى على احد منكم عنوانها «الحداثة» والتطور والبعد عن البيروقراطية في التعيين وايجاد قواعد وأسس جديدة في التعامل مع هذا الكم الهائل من الخبرات والخريجين التي تكبر معاناتهم يوما بعد يوم دون أن يجد لها ديوان الخدمة ولا الحكومات المتعاقبة حلا شاملا.
بصراحة عندما نسمع عن هيئة جديدة ، يكون الوصف كبيرا والشرح وفيرا والمبررات كثيرة، ولكن وأقولها بصراحة عند المباشرة في التطبيق نجد أننا استبدلنا اسما مكان اسم ومديرا مكان آخر ويافطة مكان أخرى ولم نخرج بعقليتنا الإدارية عن الإطار العام في معالجة مواطن الخلل وإيجاد الحلول المنطقية لحل المشاكل التي كانت تواجهنا.
اليوم وعند الحديث عن الهيئة المستقلة للخدمة المدنية يحق لنا ان نفهم ما الهدف من الغاء ديون الخدمة المدنية أولا ؟؟
ومن ثم نعرج على ما سيتم تحقيقه من قبل الهيئة الجديدة ليعطينا اضافة جديدة لم يستطع الديوان معالجتها.
ما زلت اذكر ذات يوم عندما تم الغاء سلطة المصادر الطبيعية والتي كان لها صولات وجولات في البحث والتنقيب والدراسات والخبرات.
نعم كانت سلطة المصادر الاب الروحي لكل طالب علم في هذا المجال، والمرجعية الاولى لنا ولصناع القرار وكانت قلعة شامخة رسمت لنا خارطة خيرات الوطن ومصادره الطبيعية ومقدراته لسنوات وسنوات، بصدق كانت الارشيف الادق المدعم بالمعلومة والخبرة والذي فقدناه باغلاقها وما زلنا نعاني من تبعات ذلك الى يومنا هذا ..
اليوم ولكي لا نجلد الذات ولكي نشجع صناع القرار على هكذا قرارات على المتلقي ان يفهم لماذا سيتم اغلاق ديون الخدمة المدنية ؟؟؟ وما هي المبررات لذلك ؟؟.
وكيف ستعالج الهيئة الجديدة مشاكل الخريجين والباحثين عن العمل؟؟
هل ستكون مثلا بالشراكة مع القطاع الخاص وعمل نظام مجتمعي شامل للقطاعين؟؟
نعم نعلم انه سيصبح لها رئيس وموظفون وكوادر وشعار، فهل ستكون مهمتها الأساسية، حضور المهرجانات للباحثين عن عمل مثلا؟؟
أما ان لها بعدا أعمق من ذلك واكبر؟؟،
بصدق ليس لدينا معلومات كثيرة عن القوانين الناظمة لعملها، ولا حتى الهدف منها وما هي مخرجاتها وكيف لها ان تعمل، فنحن حتى اليوم نجهل مثلا من هم أعضاء هذه المؤسسة وما هي خبراتهم ومرجعياتهم الفنية والادارية ؟
ونجهل ما هي مشاريعها الآنية والمستقبلية فمثلا هل سيكون لها مشاركة في التدريب والتاهيل واعداد الكوادر ليخرج الباحث عن عمل الى السوق بقدرات اكبر ومعرفة اشمل ؟...
كما ونجهل ما هي إنجازاتها المرجوة؟ ونجهل أيضا تصورها لقادم الأيام! وكذلك نجهل أهدافها والمبادئ التي انطلقت منها وتتبناها وتسعى إلى تحقيقها!
ونجهل معايير الانتساب إليها فهل كل خريج مستهدف؟
كل هذه الأمور المذكورة سابقا ما زالت عالقة لا جواب عليها تحتاج الى جواب كاف يريح العقول قبل القلوب...
في الختام اقول اليوم إذا كنا ممن يريدون التعرف على مشروع «الحداثة» في الادارة وعلى إفرازاتها ومفاهيمها وما تقدمه هذه الحداثة للمجتمع ككل، بمعنى إذا كنا نريد أن نطور أنفسنا ومؤسساتنا فعلينا ان لا ننتظر كثيرا، كلنا يعلم أن الانتظار طويلا أصبح باب من ابواب الموت لجيش كامل من الخريجين فقتل ما بداخلهم من طموح وقوة وإرادة وإقبال على الحياة، لاجل ذلك علينا قبل أن نغير المسميات أن نعمل على تغيير النهج وايجاد الحلول المنطقية وان نتعلم من تجارب الاخرين وناخذ منها ما يخدم الوطن والمواطن.