عن وصفي و ألشنقيطي ونوران


جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل 


 ذكر المرحوم جمعه حماد في مذكراته (رحلة طالب علم) ، انه  كتب تعليقا ساخرا في جريدة المنار عن بيع الجنة بقراريط، حيث كانت توزع على زوار المسجد  الأقصى في طريق عودتهم إلى بلادهم أوراقا منسوبة إلى رئيس سدنة المسجد الاقصى، وكانت هذه الأوراق المدفوعة الثمن  تقول ان فلانا قد زار المسجد الأقصى وغفر له ماسلف من ذنبه، ويضيف حماد ان الجميع فوجئوا بوصول قاضي القضاة محمد الشنقيطي إلى المسجد الأقصى في الساعة السادسة صباحا من قادما من عمان، وقبل ان  يقراء اهل القدس ماكتبته المنار، وانه اتخذ إجراءات رادعة بحق من كان يسوق تلك الأوراق. 
   ألشنقيطي بعمله هذا يمثل  نموذجا للمسؤول الذي يتابع، والذي يصحح الاخطاء، والذي يحارب الفساد
هذه واحدة اما الثانية فهي ان  الشهيد وصفي التل  وكان قد غادر منصبه رئيسآ للوزراء، دخل ذات يوما غاضبا إلى مكتب مدير دائرة الحراج يومها المرحوم محمد نويران، متهما اية بهدر المال العام، لأن دائرة الحراج  قامت بزراعة أشجار صغيرة على جانبي طريق عمان السلط،  وكان وصفي خائفا من عدم القدرة على حماية هذه الأشجار من الرعي وهي على جانبي الطريق، لكن الرجل الواثق من نفسه محمد نويران رد على الرئيس الحريص على المال العام قائلا سنحميها.
  بعد سنوات قليلة 
عاد وصفي رئيسآ 
للوزراء وفي ثالث ايام توليه للمسؤولية استدعى نويران إلى مكتبه، واستقبله قائلا ربحت الرهان ياعبادي، ثم سائله عن المخصصات المالية لدى دائرة الحراج، فلما علم انها لاتتجاوز الثلاثين الف دينار، قال لمديرها سادبر لك مالا، ثم اخذ الشهيد وصفي يساءل مؤسسات الدولة ودوائرها عن مايتوفر لديها من بنود الموازنه، حيث جمع منها مائتين وخمسين ألف دينار حولها إلى موازنة دائرة الحراج، وطلب من محمد نويران ان يهيئ الأراضي الحرجية من اقصى جنوب الأردن إلى اقصى شماله،وأن يزرعها بالأشجار، وكانت نتيجة ذلك هذه الغابات الكثيفة المنتشرة في أنحاء هذا الوطن.فما أحوجنا هذه الأيام لامثال وصفي ألشنقيطي ونويران