كونوا معهم في بشاير جرش
جفرا نيوز - بقلم رمزي الغزوي
صعب أن تدَّعي أنك تستطيع صنع شاعر أو قاص أو كاتب أو موسيقي أو مسرحي أو فنان تشكيلي. هذه أشياء لا تباع أو تشترى. لربما سيكفيك ذات حصادٍ أنك أشّرتَ إلى الورد، وأسهمت في بثِّ بعض الضوء والماء إلى بذرة راهنت أنها ستكون شجرة وارفة خيراً وجمالاً وحقاً.
حينما خططنا لبرنامج يُعنى بالمواهب الشابة قبل11 سنة عبر مهرجان جرش العريق، كان في البال أسماء عديدة لاحتواء المعنى، لكن اسم «بشاير» فرض هيمنته على الفكرة وأطّرها وأغناها. البشارة كالماء البارد للنفس العطشى. فلا أجمل من أن تبرد صدورنا؛ حينما نكشف عن شاعر يتبرعم بيننا، أو نشير إلى بذرة كاتب في جوانية شاب من شبابنا، أو نؤشر إلى صوت من خامة طيب، أو ريشة مبدعة لدى أحد أبنائنا.
سعينا في بشاير وعبر فريق عمل متخصص إلى التأشير إلى المواهب الحقيقية القابلة للحياة، وحاولنا أن نقدم لصاحبها منصة صغيرة ينطلق منها إلى فضاءات أوسع، والأهم أن نضع المجتمع أمام مسؤوليته تجاه هذه المواهب ليعمد إلى رعايتها ودعم أصحابها بشتى السبل. وقد اشتبكنا منذ أن انطلاقة البرنامج بآلاف الشباب. نمحّص وندقق، ثم نختار بعناية الآباء، وفراسة المعلمين الحاذقين الموهبة الواعدة، فكانت الحصيلة حتى الآن ما يقرب من 500 موهبة اثبتوا حضورهم في المجتمع، فغدا بعضهم أعضاء في رابطة الكتاب ونقابة الفنانين، وبعضهم أصدر كتبا، وشارك في مهرجانات عالمية ومحلية وأصدر البومات غنائية، وفاز في جوائز محلية وعربية، وغيرها من الأعمال الإبداعية.
النقطة الحساسة في بشاير أننا نضع الشاب الموهوب أمام استحقاق نفسه. نقول له بأمانة وموضوعية، لديك موهبة تستحق منك كل جهد لصقلها وتنميتها والعناية بها. الموهبة شجرة إن لم تُسقَ بماء التعب والعناية والصبر والإصرار؛ فإنها تذبل وتصير ترابا يذروه التهميش والظل.
الأهل هم اللافت الأبرز في برنامجنا. فليس أجمل من أن تلتف العائلات والأصدقاء والمؤسسات الإعلامية والجامعات حول هذه المواهب، تشجعها وتأخذ بيدها، وتوفر لها سبل الدعم النفسي والمادي. ونرجو في قادم الأيام، أن نستطيع مأسسة عملنا بأكاديمة متخصصة، تأخذ على عاتقها التنقيب عن المواهب الحقيقية، ورعايتهم واستمرار التواصل معهم حتى يضعوا أقدامهم على الطريق.
مساء اليوم وبمشاركة وزيرة الثفافة الأستاذة هيفاء النجار سيفتتح بشاير بنسخته العاشرة في المركز الثقافي الملكي في عمان ولمدة أربعة أيام في ستة حقول إبداعية. فكونوا مع شبابنا الموهوبين واحتضنوهم، فهم المستقبل.