التوجيهي إلى متى ؟!
جفرا نيوز - بفلم محمد داودية
قدمتُ مع أبناء جيلي 3 امتحانات عامة على مستوى المملكة، كانت تسمى «مترك» هي:
امتحان عام على مستوى ضفتي المملكة لجميع طلبة الصف السادس الابتدائي (أي والله) سنة 1960. وامتحان عام على مستوى ضفتي المملكة لجميع طلبة الصف الثالث الإعدادي (أي والله) سنة 1963. وأيضا امتحان الدراسة الثانوية العامة التوجيهي عام 1966.
كانت امتحان المترك يتكون من العربي والإنجليزي والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والرياضيات. وكانت النتائج تحسب بتقدير ناجح أو راسب وليس بالعلامات. وكان الطلبة الناجحون يتوزعون على تقدير (أ) الذي يضم الناجحين بدرجات مرتفعة، وتقدير (ب) الذي يضم الطلبة الناجحين بدرجات أقل. وكان أداء الطالب يحسب ممتازاً أو جيداً أو مقبولاً.
لقد جرت تغييرات واحتسابات وتجريب وتخريب، واطلقت تسميات وتفريعات وتوقيتات لا تحصى، على امتحان شهادة الثانوية العامة- التوجيهي. ولكنه في كل الحسابات ومع احتساب كل الاراء، امتحان ليس ذا رهبة فحسب، بل امتحان مخيف رهيب يوتر مجتمعنا شهوراً طِوالاً !!.
ويحدث عدم استقرار وارتباكاً واضطراباً، آذتنا وكبّدتنا أكلافًا مالية هائلة لو صرفت على نظافة خزانات مياه الشرب ونظافة حمامات المدارس، لكانت نتيجتها محسوسة ملموسة.
ويسجل الرأيُ العام لمعالي الدكتور محمد الذنيبات انه أعاد لامتحان التوجيهي سمعته وقيمته ومكانته، بعد ان كانت العلامات المرتفعة في مرحلة ما، من حظ ابناء الذوات، مما يعني أن المقاعد الأولى للتخصصات الجامعية المطلوبة لهم !!.
اليوم يحتل التوجيهي صدارة اهتمام الرأي العام، بسبب احتفالات ناجحيه وتجاوزات نفر محدود على الشارع، أو بتحليل إيجابية أو سلبية العلامات المرتفعة والمتدنية وأسباب ارتفاعها او تدنيها.
نقرأ مقالات باتجاهات مختلفة حول اثر العلامات المرتفعة السلبي على خطط إصلاح التعليم وسوق العمل.
واطري على المساجلات العلمية الضرورية، التلفزيونية والصحافية بين كبار المشتغلين بالتعليم والسياسة والعمل العام، لما فيها من جدل ونفع وافكار وحوار وانتقادات وأرقام وردود نحتاجها.
للتذكير فقط. كانت نخبة الطلبة المتفوقين تتجه إلى رسالة التعليم:
وصفي التل، محمود أبو غنيمة، أحمد اللوزي، خليل السالم، ذوقان الهنداوي، عبد خلف داودية، مرضي القطامين، إسحق الفرحان، عبد اللطيف عربيات، ذهني رأفت، محمد خليل آل خطاب، تيسير الشرايري، أحمد العقايلة وخلف الناطور. نماذج وطنية مبهرة، قبل ان يصبح توجه المتفوقين دراسيا إلى حيث المكاسب المادية المأمولة، رغم ان الجميع يؤمن بأن نهضتنا بالمعلم والتعليم !!