شيطنة وشيطان!

جفرا نيوز - بقلم د. نضال المجالي 

لا فرق فكلاكما نعوذ بالله منهما، لا فرق فكلاكما وسواس السوء المستمر، لا فرق فكلاكما واحد في الاتجاه والغاية اأنس كان ام جان. وتتسع شيطنة الانس لتكون احيانا أكبر وأعظم، نشهدها ونعيشها كل يوم في فكر شخص ما او جهة ما او اتجاه ما، واثرها اعم واشمل، ما دام شخوصها متخفين بلباس يشبه لباسنا، وهيئة تشبه هيئتنا، الا فارق مخفي هو الفكر وما يدبره العقل.

نعيش أياماً دون انقطاع او استراحة من الشيطنة الانسية في كل مرة نسعى فيها للاستقرار، ونتوجه فيها للأمن في الانفس والاعراض، في العمل والانجاز، في العطاء والاخلاص، حتى أصبح كل صوابٍ يظهرونه خطأ، وكل خُطةٍ يسندونها مدبرة، وكل بناء يتهمونه مصلحة، وكل فرصة يدعونها تهديد، فعزف البار عن بره، والصادق عن صدقه، والعامل عن انجازه، والمسؤول عن واجبه، بُعداً عن شيطنة انسية، لا يوقفها استعاذة ولا يبطلها او يبطئها حرص.

ثلة بيننا تعيش "انا اعترض"، ليس وعيا بل منعا لتقدم، وتشكيكا لمسيرة، ثلة تدعي الاصلاح وباطنه فساد كبير، تدعي المصلحة وأساسه التعطيل، تراهم هم ذاتهم صوتا وصورة، ضجيجا وهرجاً، بضاعتهم لها زبائنها، ووسائطها موقع وصفحة وفضاء مفتوح، ويسندهم مرتجف متسلق مهزوز، ويصدقهم باحث عن مساحة في زحمة الحياة وضغوطاتها، ما يلبث ان يلفظهم ان استقر وحاز قوت يومه.

وفي المقابل مسيرة مستمرة دون توقف، مسيرة واضحة جادة لا يعنيها وسواسهم، ولا يثنيها جمعهم، رؤيتها واضحة وسندها وطن بحق ومجتمع واعٍ ، تدير الموقف بقوة لا بشيطنة وسماسرة شيطان، ولا بدعوى بهتان، مستمرة ما دامت بأيدي امينة من جند الوطن وهم كثر، مصونة ما دام في الوطن رجال همة وعزيمه، وفوق كل ذلك هي مسيرة محمية من الرحمن لوطن مبارك في القرآن ذَكره انه مُصان. ونقول للباحث عن ثغرة في البنيان: "نعوذ بالله منكم ومن وساوس شيطانكم وشيطنة أنسان".

نعم يا معشر الوعي لا تصدقوهم، فلم يقفوا يوما في مطلب الا كان يعنيهم فُرادا، ويقوي مصالحهم المشتركة، ويبقيهم رصدا وصوتا لغاية وابتزاز واساءة، لا تسمعوهم ولا تنخدعوا بشعاراتهم التي لا تبني سوى بيوتهم، ولا تحقق سوى مكانتهم، وستعلمون ذلك قريبا ما ان تكون اسلحتهم قد اصبحت ثلمى لا تجرح سوى رفاهيتهم التي فقدوها، والمساحة التي اوجدوها، وعندهم فقط سنقرأ المعوذات على وجودهم ونرتاح.