هل يتمرد «الليكود» على «نتنياهو».. ويطيح «ائتلافه» الفاشي؟
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
أدار زعيم الائتلاف الفاشي في دولة العدو الصهيوني/نتنياهو ظهره للجميع، بعد نجاحه في إقرار بند إلغاء اللامعقولية (التي تمنع محكمة العدل العليا الصهيونية من رفض وإلغاء قرارات حكومية بما فيها الكنيست).. معتبراً/نتنياهو أنه أنجز المادة الأهم في سلسلة ما وُصفَ خطة إصلاح القضاء (وثمة بند آخر لا يقل أهمية وهو «لجنة تعيين القُضاة", التي يستطيع اليمين الهيمنة عليها, لأن أعضاءها من اليمين سيشكلون الأغلبية فيها. وهو ما تقف المُعارَضة ضده بشكل أكثر صلابة من موقفها إزاء إلغاء بند اللامعقولية, الذي تمّ تمريره في آخر جلسة الكنيست قبل ذهابها إلى العطلة الصيفية).
نتنياهو المنتشي بإنجازه والذي منحه فرصة الظهور بمظهر المُمسك بخيوط اللعبة، استفاق أو ربما صُدِم ببروز أصوات معارِضة داخل حزبه/الليكود, حيث أعلنَ هؤلاء رفضهم التصويت على باقي بنود خطة الإصلاح القضائي, إذا لم يتم التوافق بشأنها مع أحزاب المعارضة, أو لنقل إذا لم تحظَ بتوافق أوسع يتجاوز كتل الائتلاف الحاكم, الذي يتوفّر على 64 مقعداً من أصل 120.
برزَ من بين هؤلاء المعارضين للتصويت على باقي بنود الخطة يولي أدلشتاين, اليهودي الأوكراني الذي يسكن مستوطنة نافيه دانييل في محافظة بيت لحم, والذي ترأّس الكنيست لدورتين 2013-2020, أما الليكودي الآخر الذي قرّر التمرد على الليكود, فهو إيلي دلال الذي تطابق موقفه مع موقف أدلشتاين وإن لم يُنسّقا معاً, حيث رأى مراقبون فرصة لدى مُنتقدي نتنياهو للإعلان عن مواقفهم, خاصة بعد أن وصلت الأمور داخل المجتمع الصهيوني إلى بروز احتمالات لاندلاع حرب أهلية, كما عكستها استطلاعات الرأي التي نشرت أول أمس الجمعة. حيث 58% من الجمهور يخشون من حرب أهلية وفق استطلاع صحيفة معاريف، فيما تحدّث استطلاع صحيفة إسرائيل هيوم (المقربة من نتنياهو), عن أن نسبة 52% من مُصوِّتي الليكود, باتت ترى خطة الإصلاح القضائي يُضعف إسرائيل.
وسط أجواء مشحونة كهذه، ما يزال نتنياهو يدير ظهره بازدراء لكل الأصوات المنتقدة خطته داخل الليكود، ما بالك خارج أحزاء الائتلاف الفاشي الذي يرأسه, وخصوصاً تجاه المعارضة سواء المُمثَّلة في الكنيست, أم خصوصاً داخل المؤسسة العسكرية والنقابات العالمية وجنود الاحتياط والقضاء, وحتى شركات التصنيف الائتماني الدولية وعلى رأسها «موديز", التي أعلنت أن «بعضاً من مواضيع قلقنا المُسبَقة من تأثير الإصلاح القضائي على الاقتصاد, بدأ يتحقّق", مشيرة في تقريرها أن «الانخفاض الحاد في الاستثمارات في تجنيد المال في شركات التكنولوجيا العليا, حيث تحقّق 3.7 مليار دولار في النصف الاول من عام 2023, مقابل 11.8 مليار في الفترة الموازية من العام الماضي».
نتنياهو الذي «حذّر» المحكمة العليا الصهيونية, من «التدخل» في قرار الكنيست الأخير إلغاء بند اللامعقولية. صرح للتوّ كما نقلت معاريف أول أمس/الجمعة «الآن تفهم المُعارَضة أننا يمكن أن نُشرّع بدونها", ما يعني من بين أمور أخرى أنه ماضٍ بلا تردد أو خشية في إقرار باقي بنود خطته المسماة إصلاح القضاء (تصفها المعارضة بـ"إضعاف القضاء") فيما يقول عنه توماس فريدمان الكاتب الأميركي في نيويورك تايمز, والمروّج بلا كلل للرواية الصهيونية: نتنياهو هو «كفاءة سياسية لِمرّة واحدة في الجيل» وهنا (يقصِد في أميركا) يُضيف: مذهولون كم صغيراً يبدو الآن", كما عنّونت «يديعوت أحرنوت» على صفحتها الاولى/الجمعة 28/ الله 7.
ماذا عن الأصوات المُتمرّدة في الليكود؟.
يقول يولي أدلشتاين (رئيس لجنة الأمن والخارجية في الكنيست, وهي لجنة رئيسية والأكثر أهمية في لجان الكنيست, (لم يدخلها منذ إنشاء الكيان حتى الآن, أي نائب من فلسطينيي الداخل كما يجب التذكير). من الآن – يقول أدلشتاين ــ أنه غير مُلزم بتنفيذ تشريعات القوانين القادمة ضمن خطة إضعاف القضاء (وفق وصفه) مُضيفاً.. «من الآن فصاعداً سيكون التنسيق معي حول ما سيحدث وكيف ذلك, وفي حال لم يكن ذلك فهذه –واصلَ- علامة أن لا حاجة لصوتي».
أما عضو الكنيست عن الليكود إيلي دلال, فإن دعمه للتشريعات (فقط) في حال جرى التوصّل إلى «اتفاق واسع", مشيراً أنه اتخذ خطواته هذه «من أجل تدارك الشرخ الذي لحِق بالشعب الإسرائيلي في مواجهة العديد من التحديات».
لم يعلق نتنياهو أو أي من قادة الليكود على أقوال أدلشتاين أو دلال، فيما انبرى الفاشي ايتمار بن غفير/حزب عوتسماه يهوديت, الذي يشغل وزارة الامن القومي في الإئتلاف الحاكم, للرد على أقوال عضويّ الليكود بالقول: يبدو أن هناك مَن نسِيَ – لكن نحن لم ننسَ, أضاف- أن الشعب انتخبَ اليمين».
في السطر الأخير.. المعركة بين الائتلاف الفاشي والمعارضة لم تُحسم بعد, والعطلة الصيفية للكنيست منحتْ أطراف المواجهة فرصة لترتيب صفوفها, في انتظار حصول توافقات أو اتساع للشرخ, وعندها كما يُقال لكل.. حادث حديث.