الانتقال من حيز (التخطيط) إلى حيز(التنفيذ)

جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود

 «الانتقال من حيز التخطيط الى حيز التنفيذ» هذا هو العنوان الرئيس- من وجهة نظري- للزيارة التي قام بها أمس الاول الى العراق رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الى العاصمة العراقية بغداد.. وهذا هو بالفعل ما نتج عن مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بل هو ما شدد عليه الرئيسان- بحسب البيان الصحفي -.. وأعتقد ان الوصول الى هذه المرحلة هو الاهم، فقد آن الأوان لأن يشعر المواطنون في كلا البلدين» الاردن والعراق» بنتائج القمم واللقاءات والمباحثات والمشاورات التي تمت وتتواصل في اطار مبادرة التكامل الصناعي- والتعاون الثلاثي.

وفي هذا الجانب «..الانتقال الى حيز التنفيذ» فقد لمسنا من خلال متابعة ما نتج عن هذه الزيارة - سواء  ما ورد في البيان الختامي المشترك او ما جاء من تصريحات رئيسي وزراء البلدين - وفي كل ما يبشر بقرب الوصول الى مرحلة «النتائج الملموسة» وذلك من خلال ما يلي:

1 - الوصول الى توافقات بزيادة كميات النفط التي يشتريها الاردن من العراق من 10 آلاف برميل يوميا الى 15 الف برميل يوميا.

2 - تأسيس مجلس الاعمال المشترك الاردني -العراقي.

3 - التأكيد على الانتهاء من المرحلة الاولى من مشروع الربط الكهربائي بين البلدين خلال الشهر المقبل.

4 - التوافق على أهمية الانتقال الى حيز البحث الفعلي والتنفيذ للمشاريع الكبرى ومن ضمنها أنبوب البصرة- حديثة الذي سيتفرع عنه خط باتجاه العقبة.

5 - استعداد الجانب العراقي للنظر في طلب الاستفادة من الخبرة العراقية في التنقيب عن المعادن والنفط والاستفادة من قسم من المعدات العراقية في هذا الجانب.

6 - المضي قدما بالتقدم في اجراءات استكمال انشاء المدينة الاقتصادية المشتركة.

7 - اضافة « المدينة الصناعية» الى «المدينة الاقتصادية المشتركة»- بحسب تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني - والتي ستستثمر في الموارد الطبيعية المتوفرة في البلدين مثل البتروكيماويات والاسمدة.

8 - التأكيد على زيادة الرحلات الجوية بين البلدين.

9 - مزيد من التسهيلات فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة، واعتماد شهادة المطابقة الاردنية، وتوجيه الوزارات المعنية في العراق لتسهيل وتيسير التجارة بين البلدين.

10 - التوافق على تسهيل اجراءات منح تأشيرات الدخول من خلال سفارتي البلدين وبأسرع وقت ممكن.

11 - تعزيز التعاون بالتسجيل المتبادل للادوية  بين البلدين وتسهيل تسجيل الادوية العراقية في الاردن.

12 - تشكيل فريق عمل عراقي اردني مشترك يعنى بالشأن الاستثماري  بهدف التسهيل على المستثمرين من الجانبين وتسريع الاجراءات المرتبطة باستثماراتهم في كلا البلدين.

- كل ما ذكر أعلاه، وغيرها من نتائج، يؤكد أن مسيرة التعاون والتكامل الاقتصادي بين الاردن والعراق وكذلك في اطار التكامل الاقتصادي بين دول (الاردن والعراق ومصر) وفق ما أقرته القمم الثلاثية يسير في الاتجاه الصحيح مع ضرورة الاعتراف - كمتابع للمشهد - بما يلي:

-هناك مشاريع باتت أقرب الى الواقع الملموس وفي مقدمتها «الربط الكهربائي» المقرر الانتهاء من مرحلته الاولى «الشهر المقبل».

- مشاريع تسير تماما حسب البرنامج والجدول الزمني وفي مقدمتها المدينة الاقتصادية المشتركة بل بات الطموح بأن تضم أيضا «مدينة صناعية».

- ومشاريع كبرى تسير ببطء لأسباب عديدة وفي مقدمتها «خط نفط البصرة - العقبة».

لذلك وحتى نحقّق «الانتقال من حيز التخطيط الى حيز التنفيذ»، والى جانب المشاريع الكبرى التي تحتاج الى وقت، لا بد من فتح الباب على مصراعيه أمام القطاع الخاص بين البلدين وتوفير مزيد من التسهيلات للتنقل والاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري والصناعي والدوائي والامن الغذائي ..الخ، وهذا ربما ما كان واضحا في هذه الزيارة بتحقيق خطوات عملية يلمسها القطاع الخاص في البلدين.

باختصار: مخرجات الزيارة مهمة جدا، وتبشر بخطوات عملية، لكن الأكثر أهمية هو المتابعة الحثيثة من قبل جميع الجهات المعنية في البلدين لتحويل التوافقات الى واقع ملموس.