تعيينات الطراونه العليا تستفز الشارع وتعيد الحراك

جفرا نيوز - انهت الحركة الإسلامية الأردنية فترة صمت إلتزمت بها طوال الأسابيع الستة الماضية على مستوى الإحتجاج السياسي السلمي وعادت بوضوح إلى الشارع أمس الجمعة عندما نظمت مسيرة كبيرة وسط العاصمة عمان تحت شعار الإستمرار في الدعوة للإصلاح السياسي وضد قانون الإنتخابات الحالي.
وقبل ذلك أصدرت الجماعة بيانا إنتقدت فيه قرارالسلطات المحلية إعادة بعض اللاجئين السوريين من مفتعلي المشاكل إلى بلادهم بعد أول إحتكاك بين قوات الدرك الأردني ولاجئون سوريون معترضون على ظروف المعيشة في مخيم الزعتري .
وإنتقدت جماعة الأخوان في بيانها ما وصفته بالأحداث المؤسفة في مخيم الزعتري لكنها إعتبرت طرد اللاجئين المشاغبين أو مخالفي القانون تنكرا لجميع أعراف وتقاليد الشعب الأردني معتبر ة أن إعادة اللاجيء تعرضه لمخاطر القتل والإعتقال والتعذيب .
لكن الأخوان المسلمون سجلوا أمس مفاجأة جديدة عندما عادوا لحراك الشارع ونظموا مسيرة في العاصمة وشاركوا في مسيرات أخرى بصورة اقل كثافة بعد فترة من الغياب عن الشارع يعيدها المراقبون عمليا إلى صمتهم أثناء توتر العلاقة مع دمشق على الواجهة الشمالية للحدود.
ولوحظ عموما أمس الجمعة أن الهتافات الإصلاحية التي ظن الكثيرون أنها إنتهت وتلاشت عادت بقوة لحراك الشارع في أربع محافظات عمليا أمس بينها الكرك والطفيلة جنوبي البلاد حيث نظمت الحراكات تحت عنوان الإعتراض على قانون الإنتخاب الحالي وبعد سلسلة تعيينات عليا قررها مجلس الوزراء إستفزت الرأي العام عندما شملت تعيين أقرباء لمسئولين كبار في المؤسسات الرسمية في مواقع ومناصب عليا ومهمة.
ومن المرجح أن تعيينات الحكومة التي نفذت على قرار قواعد التعيين في حسابات الماضي ساهمت في تنشيط خلايا الحراك التي كانت قد تراخت قليلا منذ بداية شهر رمضان المبارك لكن إدارة حكومة الرئيس فايز الطراونة فيما يتعلق بالإصرارعلى قانون الصوت الواحد والتضييق على الحريات وإصدار قانون جديد للمطبوعات وأخيرا التعيينات العليا عناصر ساهمت في عودة النشاط للحراك .
ومجددا ظهرت أمس الشعارات والهتافات التي تقول {مستمرون فيما يتعلق بالإصلاح}.
وكانت حكومة الطراونة قد عينت إبناء وأشقاء وأصهار مسئولين كبار في الدولة بعدة مناصب عليا في مؤسسة الضمان الإجتماعي وعدة وزارات ومؤسسات رسمية وأثارت هذه التعيينات التي تقررت على أساس {المحاباة} بوضوح جدلا واسعا على مستوى وسائل التواصل الإجتماعية والصحافة الإلكترونية فيما نظم الصحفيون إعتصاما جديدا بمشاركة بعض التواب إحتجاجا على القانون المعدل الجديد للمطبوعات الذي يتضمن فرض قيود غير مسبوقة على عمل الصحافة الإلكترونية.
وفي غضون ذلك تابعت الصحف بإهتمام الكثير من الملفات والقضايا التي أثارت إهتمام الرأي العام خصوصا مقتل المطلوب رقم واحد أمنيا في عمان العاصمة والمتهم بقيادة عصابة مسلحة تروع المواطنين وتسلبهم وكذلك إستمرار التوترات على الحدود الشمالية مع سوريا والأوضاع الصعبة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين.
ونشر الصحفي المتخصص بالقضايا الإجتماعية موفق ملكاوي مقالا أثار الجدل حول تشييع جنازة الشاب المطلوب الذي قتل بعد إطلاقه الرصاص على رجال الشرطة وإعتبر الكاتب أن القتيل كان زعيما واضحا لعدد كبير ممن يوصفون بالزعران والمطلوبين وأنهم حضروا بكثافة في تشييع جنازته وإستمع في بيت العزاء لأقاويل عن ترتيبات بين هذه الطبقة من المطلوبين حول خلافة الزعيم القتيل.
مقال ملكاوي الذي يعمل في صحيفة الغد أثار جدلا واسعا وقد نشر الجمعة تقريراخباري عن إعترافات من وصفته بجاسوس سوري في أوساط اللاجئين في الأردن وهو شاب يبيع {شعر البنات} ألقي القبض عليه في مدينة الرمثا يتجول وسط الناس متنكرا بهيئة بائع متجول وقيل أن المواطنين قبضوا عليه وبحوزته جهازا متطورا للإتصال.
وغابت أخبار {الجاسوس } الذي يفترض انه يعمل مع المخابرات السورية لكن إعترف بإتصالاته وعلاقته بمؤسسات سورية أمنية وانه كلف بمراقبة نشاط إغاثة اللاجئين في محيط مدينة الرمثا وأنه وراء إطلاق النار على مواطن أردني في المنطقة في حادث قيد ضد مجهول وأن وظيفته تزويد السلطات السورية بأسماء نشطاء الإغاثة الأردنيين .
ولم تصدر روايات أمنية رسمية تساند ما نشر لكن إتصالات تفاعلت على مستوى كثيف طوال الأسبوع الماضي على ضوء أزمة اللاجئين بعدما قررت السلطات الأردنية {طرد} أي لاجيء سوري يخالف القوانين الأردنية.
وكانت الصحافة قد إهتمت بصفة خاصة بالتغييرات التي شهدتها على مستوى المناصب العليا مؤسسة الضمان الإجتماعي مؤخرا حيث وصف الكاتب فهد الخيطان تغيير الإدارة العليا في هذه المؤسسة بانه قرار خطير وحساس وله خلفيات وتداعيات في أكثر من إتجاه.