حتى لا تفشل الأحزاب
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
ان عملية تطوير الأحزاب وزيادة تأثيرها في الشارع الاردني، وتفعيل دورها بالقرار السياسي يعتمد عليها اولا، من خلال طرح برامج حقيقية تحاكي الواقع تكون قابلة للتطبيق، وبغض النظر عن شخوصها وطموحاتهم السياسية التي تعتبر حقا مشروعا للحزب في تشكيل الحكومة او المشاركة فيها والتي لا تتم الا من خلال الأشخاص الذي يطرحهم الحزب نفسه.
اما العامل الاخر فهو المواطن نفسه، الذي عليه ان يتخذ قراره اما بالمشاركة او البقاء على وضعية العزوف، والابتعاد عن الاحزاب تحت مبررات وحجج لم يعد لها أي أساس، مكتفيا اما بالنقد او اللوم وإسقاط التهم هنا وهناك.
وعلينا ان ندرك ان اي حزب في العالم له طموحات وتطلعات سياسية وهذا أمر مشروع؛ لان هذا الامر من أساسيات اي حزب، كما يوجد لشخوصه ايضا طموحات شخصية يسعون لتحقيقها من خلال مشاركتهم في العملية الحزبية.
لذلك فان كرة تفعيل الاحزاب وتوسيع مشاركتها السياسية وزرع اساس متين وقوي لها بالحياة السياسية في ملعب الاحزاب نفسها والمواطنين خاصة الشباب من خلال المشاركة الحقيقية والفعالة واحرازهم اهدافا تمكنهم من البقاء والصعود إلى الدور الثاني وهي المرحلة الأخرى المتمثلة في زيادة عدد المقاعد الحزبية في مجلس النواب الذي يلي المقبل.
اما البقاء في صفوف المتفرجين والاستمرار في الصراخ غير المفهوم او القول اننا غير جاهزين، او ان الوقت لم يحن لذلك، فإننا سنبقى خارج شباك المرمى، واين ما قذفنا بالكرة فان احدا لن يلتفت لها وكأننا لم نفعل شيئا، خاصة بعد ان عملت الحكومة كل ما هو مطلوب وهيأت الأرضية المناسبة للمشاركة وتفعيل الحياة الحزبية بعد اقرارها لجملة من القوانين والتشريعات المناسبة وعززتها بضمانات وكفالات لا تقبل التشكيك او خطأ بالتفسير.
مما يدفعنا بالقول ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون فاصلة اما باتجاه تعميق الاحزاب وزيادة فعاليتها، والدفع بها قدما بزيادة عدد ممثليها ليصبح نصف عدد أعضاء مجلس النواب الذي يلي القادم وفقا للقانون، أو تعيدنا إلى المربع الأول بعد ان نكون قد أفشلنا التجربة بأيدينا لا قدر الله.