لماذا ترفض واشنطن تزويد كييف بصواريخ "بعيدة المدى"؟
جفرا نيوز- ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، متمسكة في الوقت الحالي برفض إرسال صواريخ طويلة المدى إلى أوكرانيا، على الرغم من الضغوط المتزايدة من المشرعين الأميركيين ونداءات الحكومة في كييف.
وحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين بوزارة الدفاع والإدارة الأميركية، فإن واشنطن ليست في عجلة من أمرها لتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وعلى رأسها صواريخ (ATACMS) التكتيكية البعيدة المدى والتي تريد أوكرانيا استخدامها ضد قواعد روسية خلفية.
ويعتقد البنتاغون أن كييف لديها احتياجات أخرى أكثر إلحاحا من الحصول على الصواريخ بعيدة المدى، ويخشى أن إرسال ما يكفي إلى أوكرانيا لإحداث فرق في ساحة المعركة سيقوض بشدة استعداد الولايات المتحدة للصراعات المحتملة الأخرى.
وقال مسؤولون إن عدد "ATACMS" في المخزونات الأميركية "ثابت"، وفي انتظار استبداله بالجيل التالي، من الصواريخ بعيدة المدى والمسمى بـ"Precision Strike"والذي من المتوقع أن يدخل الخدمة بحلول نهاية هذا العام، وفق "واشنطن بوست".
وترغب كييف في أسلحة بعيدة المدى من نوع "ATACMS"، والتي يمكن أن تصل إلى 300 كيلومتر، علما أن مدى الصواريخ التي بحوزة أوكرانيا حاليا بالكاد يتخطى 80 كيلومترا، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وصواريخ "ATACMS" تتميز بأنها موجهة وبعيدة المدى، وتمنح قادة العمليات القوة النارية الفورية لكسب المعركة، وفق ما نشره موقع الشركة المصنعة "لوكهيد مارتن".
ويتم إطلاق صواريخ "ATACMS" من راجمات (قاذقات) MLRS، وهي مزودة بأنظمة توجيه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس).
وتحمل هذه الصواريخ رؤوسا حربية من فئة "WDU18"، بوزن يبلغ 500 باوند (نحو 227 كيلوغرام)، ويبلغ مداها 300 كيلومتر.
وتشير لوكهيد مارتن إلى أن "نظام الصواريخ التكتيكية (ATACMS) هو نظام أرض-أرض قادر على ضرب أهداف تتجاوز نطاق مدافع الجيش وصواريخ أخرى".
ويتم إطلاق تلك الصواريخ من قاذفات "MLRS M270 وM270A1"، وقد كانت ناجحة جدا عندما تم استخدامها في عملية عاصفة الصحراء (حرب الخليج الثانية).
وتؤكد أوكرانيا أن نظام "ATACMS"ضروري لتدمير مواقع القيادة والمناطق اللوجستية بعيدا عن الخطوط الأمامية الروسية.
وسيسمح ذلك النظام للقوات الأوكرانية باستهداف أبعد المناطق في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا بما في ذلك جسر كيرتش الذي يبلغ طوله 12 ميلا والقاعدة البحرية الروسية في سيفاستوبول.
وترفض الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا خشية أن تستهدف هذه الصواريخ أهدافا في الأراضي الروسية ما قد يؤدي الى اتساع رقعة النزاع، حسب "فرانس برس".
ومن جانبها قالت إدارة بايدن إنها راضية عن البيانات العامة والتعهدات المكتوبة من كييف بعدم استخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لاستهداف الروس خارج الحدود، حسبما ذكرت "واشنطن بوست".
وعلى الرغم من أن المسؤولين يعترفون بوقوع بعض الانتهاكات، يقال إن أوكرانيا امتثلت إلى حد كبير لتلك الوعود.
ومؤخرا، قامت بريطانيا وفرنسا بتزويد كييف بصواريخ يصل مداها إلى حوالي 140 ميلا، وهو ما يقرب ثلاثة أضعاف ما كان متاحا في السابق لأوكرانيا.
وأعلنت فرنسا أنها ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز "سكالب".
وصاروخ "سكالب" هو النسخة الفرنسية من صاروخ "ستورم شادو" البريطاني، قادر على إصابة أهداف على بعد 250 كلم، وهو الأبعد مدى بين الصواريخ التي وفرتها دول غربية لأوكرانيا، حسبما ذكرت "فرانس برس".
وفي مايو، أعلنت بريطانيا تزويد كييف بصواريخ "ستورم شادو".
وأثارت تلك الخطوة غضب روسيا التي حذرت لندن من خطر جرها الى النزاع، كما أثارت الخطوة قلق بعض الحلفاء الغربيين خشية أن تستخدمها كييف لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
ومن جانبه قال مسؤول أوروبي كبير: "نحن واثقون من أن أوكرانيا ستستخدم هذه الأسلحة وفقا" للاتفاقيات "بعدم مهاجمة الأراضي الروسية"، حسبما ذكرت "واشنطن بوست".
ويعتقد الأوكرانيون أن "ATACMS"ستوفر قدرة تتجاوز صواريخ كروز التي يتم إطلاقها من الطائرات، لكن العدد المحدود من تلك الصواريخ هو الشاغل الأكثر إلحاحا للجيش الأميركي.