من عَبّأ وضلل لاغتيال الملك المؤسس ؟!
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
وقف الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، بكل طاقته ضد وعد بلفور، ولمّا عجز عن إلغائه كلياً، واصل الكفاح ضده بضراوة، فأسفرت جهوده وحكمته وحنكته عن استنقاذ الأردن من هذا الوعد عام 1922.
والملك العملاق المؤسس هو من ضم معان والعقبة إلى الأردن في 25 حزيران 1925، بالاتفاق مع شقيقه الأكبر الملك علي بن الحسين ثاني وآخر ملوك المملكة الحجازية التي استمرت إلى 19 كانون الأول 1925.
تتبدد بشكل واسع المظلومية التي حاولت أجهزة الإعلام الصهيونية والأبواق الغربية والعربية التي تمتح منها، إلحاقها بصورة الملك المؤسس، لأنه أسس إمارة شرق الأردن عام 1921، متصادماً بذلك مع المشروع التوسعي الصهيوني الذي ظل وما يزال يعتبر الأردن أرض إسرائيل الشرقية الذي اخرجته بريطانيا من وعد بلفور عام 1922 بضغط من القوى الوطنية الأردنية بقيادة الأمير عبدالله بن الحسين.
لقد ثارت الحركة الصهيونية، عندما انشأ الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن عام 1921، وعندما أنجز استقلال المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946 «على أرض إسرائيل الشرقية» !!
جاء في الصفحة 189 من كتاب «رحلة إلى الماضي» لأرنون سوفير أستاذ الجغرافيا في جامعة حيفا: «كانت إمارة شرق الأردن جزءا من أرض إسرائيل، سُلخت منها سنة 1922 وأُخرجت من نطاق الوطن القومي اليهودي وأصبح نهر الأردن، الذي كان فاصلا ً بين أرض إسرائيل الغربية وأرض إسرائيل الشرقية، حدودا!!
هذا الكتاب صادر عن وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية سنة 1997، ويدرسه طلاب الصف السابع في المدارس الرسمية الإسرائيلية، والحريدية اليهودية، أمس واليوم وغداً.
لقد وجه الملك المؤسس العبقري ضربات استراتيجية كبرى للمشروع التوسعي الصهيوني مما أفرده عدواً واضحاً خطيراً، إذا لم تشتغل الحركة الصهيونية على اغتياله بنفسها، فإنها ستلجأ إلى التضليل والتشويه والتعبئة الإعلامية، التي ستدفع عربياً مُضَللاً مخدوعاً ومأجوراً إلى اغتياله. وهي الجريمة التي تمت والملك المؤمن يهِمّ بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى يوم 20 تموز 1951.
يرحم الله الملك الشهيد وشهداء الأردن والأمة ويحسن إليهم.