روسيا تتأهب لهجمات أخرى على جسر القرم

جفرا نيوز - رفعت روسيا حالة التأهب القصوى تحسبا لوقوع حوادث عند جسر القرم الرابط بين شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا والأراضي الروسية عقب تزايد الهجمات بالمُسيرات مؤخرا، في وقت بحث فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) فتح ممر لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وفي وقت سابق اليوم السبت، قال حاكم شبه جزيرة القرم (الموالي لروسيا) سيرغي أكسينوف إن انفجارا وقع في مستودع ذخيرة جراء هجوم مسيرات أوكرانية على منطقة كراسنوجفارديسكي وسط شبه الجزيرة، مشيرا إلى عدم وقوع خسائر بشرية.

وقال أكسينوف إن الهجوم أدى إلى تعليق حركة المرور على سكة حديد القرم، وأضاف أن السلطات أجلت السكان من منطقة نطاقها 5 كيلومترات من المستودع المستهدف بالقصف.

وقد استؤنفت حركة المرور على جسر القرم بعد تعليقها مرتين.

وبثت وسائل إعلام روسية مشاهد قالت إنها من استهداف مسيرات أوكرانية لمرافق بنية تحتية في منطقة كراسنوجفارديسكي في شبه جزيرة القرم.

وفي مؤشر آخر على وجود مخاوف أمنية في القرم، حذر أوليج كريتشكوف -وهو مستشار لأكسينوف- الناس من نشر صور للبنية التحتية المهمة على الإنترنت، وحث المواطنين الذين يعرفون هوية ناشري هذه المنشورات بإبلاغ وزارة الداخلية أو جهاز الأمن الاتحادي الروسي.


وفي مقابلة مع الجزيرة، قال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية دميترو بليتينتشوك إن قوات بلاده استهدفت مستودعا للذخيرة والوقود على أراضي القرم.

وكان الرئيس الأوكراني قال -في كلمة عبر الفيديو أمام منتدى أسبن للأمن (ASF) في الولايات المتحدة أمس الجمعة- إنه يجب تعطيل الحركة على جسر القرم، مؤكداً أنه بُني في انتهاك للقانون الدولي. واعتبر أن الجسر يسهم في تزويد القوات الروسية في القرم بالذخيرة.

ويعد جسر القرم رابطا لوجستيا حيويا لإمداد القوات الروسية في شبه الجزيرة.

في المقابل، قال عضو مجلس الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان الروسي) نيكولاي نوفيتشكوف للجزيرة إن هجومَ أوكرانيا على جسر القرم نقضٌ لقواعد الحرب، وإنه سيجري التحقيق فيه ومعاقبة المسؤولين عنه، وأضاف النائب الروسي أن "القرم ليست هدفا عسكريا والكل يعلم هذا، إنها منطقة سياحية حيث يسكنها المدنيون فقط".

ذخائر عنقودية

وحمل كونستانتين كوساتتسوف -نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي- كلا من أوكرانيا والولايات المتحدة المسؤولية عن مقتل الصحفي الروسي روستيسلاف جورافليوف، الذي لقي حتفه اليوم السبت في انفجار قنبلة عنقودية في مقاطعة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا.

وشدد كوساتشوف -عبر حسابه في تليغرام- على أن جميع التأكيدات الأميركية والأوكرانية بأن الذخائر العنقودية لن تستخدم ضد المدنيين أكاذيب.

وفي موضوع ذي صلة بالذخائر العنقودية، اتهم حاكم منطقة بيغلورود الروسية فياتشيسلاف جلادكوف -اليوم السبت- أوكرانيا باستخدام قنابل عنقودية في منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا، وأوضح جلادكوف أن القوات الأوكرانية أطلقت 3 قنابل عنقودية على الأقل على قرية زورافليوفكا.

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الأوكراني على الاتهامات الروسية.

ويوليو/تموز الجاري، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستزود كييف بقنابل عنقودية ضمن حزمة مساعدات أمنية بقيمة 800 مليون دولار.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على نحو 800 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية في مناطق متفرقة من جبهات القتال، وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشيكوف إن القوات الروسية صدت 14 هجوما أوكرانيا في محور دونيتسك شرقي أوكرانيا.

في المقابل، قال فولوديمير غافريلوف نائب وزير الدفاع الأوكراني إن جيش بلاده استعاد مبادرة الهجوم على طول خطوط الاشتباك مع الجيش الروسي في جبهة كوبيانسك شرقي البلاد، وأضاف غافريلوف أن من يطالب بتغيير سريع في واقع الميدان واهم، في إشارة إلى الآمال التي كانت معقودة على الهجوم الأوكراني المضاد.

ملف الحبوب

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الأوكراني -اليوم السبت- إنه حدد في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الأولوية والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود، وتشغيله بشكل مستدام.

ومن جهته، دان الأمين العام للناتو ما وصفها بمحاولة موسكو استخدام الغذاء سلاحا، وذلك ردا على انسحاب روسيا من اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو الاتفاق الذي انهار يوم 20 يوليو/تموز الجاري.

وبررت موسكو انسحابها من الاتفاق -الذي توسطت لإبرامه الأمم المتحدة وتركيا- باستمرار عرقلة العقوبات الغربية على روسيا تصدير الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

وجاء الاتفاق لحل أزمة ملايين أطنان الحبوب التي تكدست في الموانئ الأوكرانية جراء الحرب الدائرة.