كُلف لا تحتمل!

جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة

لا يخفى على أحد وعلى كافة المستويات الإقليمية والدولية مدى الكُلف الباهظة والتحديات الضاغطة التي أنتجها اللجوء السوري على الأردن، والذي طال جميع الصعد، وخلف تركة ثقيلة وكبيرة على المملكة لا يقوى أحد على تحملها جراء ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الوطن، ولا يزال يئن تحت وطأتها بفعل أسباب متشابكة ومعقدة في الإقليم والمنطقة.

الالتزام القانوني والأخلاقي الذي تجسده القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق الامم المتحدة يلزم جميع الأطراف بتقديم العون والمساعدة لكل المتضررين من جراء الحروب والنزاعات المسلحة وفي مقدمتهم اللاجئين، وهذا ما يجب أن يكون للتخفيف من التبعات السلبية على الدول المستضيفة.

الاردن عانى من موجات لجوء كثيرة ومتعددة وعلى مراحل واخرها موجات اللجوء السوري الذي انتجتها الازمة السورية وكان من أكثر الدول استقبالا للاجئين، وقام مقام المجتمع الدولي والمنظومة الدولية بتقديم وتنفيذ التزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه الاشقاء السوريين.

المؤسف أن المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بقيت تقوم بدور المتفرج أحيانا كثيرة ولم تقدم الدعم والاسناد المطلوبين للأردن لمساعدته بالقيام بهذا الواجب المقدس تجاه الاشقاء فبقي وحيدا يصارع الارتدادات السلبية والخطيرة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والديمغرافية.

مساهمات المجتمع الدولي كانت في حدودها الدنيا، وتحمل الأردن كلف باهظة زادت من التحديات الكبيرة والجمة التي تواجهه في جميع الجوانب، خصوصا أن الاردن بلد فقير الموارد والإمكانيات ولديه من الضغوط والتحديات الكثيرة، فعمقت مشكلة اللجوء الأمور سوءا.

المطلب القديم الجديد وهذا حق للأردن، أن يتحمل المجتمع الدولي -بمختلف شخوصه ومنظماته -مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه اللاجئين السوريين والدول المستضيفة وإعانتها على القيام بأدوراها ضمن إطار واقعي وفعلي بعيدا عن الوعود والتسويف لأن ذلك سيزيد من معاناة اللاجئين والدول المستضيفة على حد سواء.

إلى متى سيبقى دعم المجتمع الاردن في استضافة لمئات الآلاف من الاشقاء السوريين كذر الرماد في العيون، ومتى ستؤدي كل الأطراف الدولية أدوارها على أكمل وجه، هذا تساؤل مشروع برسم الإجابة عليه، واتخاذ اجراءات فورية وسريعة من قبل مختلف أطراف المجتمع الدولي.

إسناد الأردن بالقيام بهذا الدور وتقديم كافة أشكال العون والمساعدة يتطلب أن تكون المساعدات بمختلف اشكالها تتواءم ومدى الضرر والتداعيات التي انتجها اللجوء لا بتقليصها أو أيقافها فعلى المجتمع الدولي الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وان لا يدفن رأسه بالرمال ويتغاضى عن واجباته.

ختاماً، الأردن وعلى مر التاريخ قام بادواره الاخلاقية والانسانية ولم يقصر تجاه اي طرف وتفوق على ذاته بتجاوز معضلة الموارد والامكانات المحدودة وقدم واجباته على اكمل وجه وبافضل صوره تجاه كل الاطراف الدولية والإقليمية، أفلا يستحق كل ذلك الدعم؟!!.