أوكرانيا: تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب يستهدف تقويض الشرق الأوسط


جفرا نيوز- وصفت السفارة الأوكرانية في عمان، القرار الروسي برفض تمديد مشاركتها في مبادرة البحر الأسود للحبوب، بالقاسي والذي سيؤثر على أكثر من 400 مليون شخص حول العالم.

وقالت السفارة في بيان لها، "تُعَد هذه الخطوة العمدية التي اتخذتها روسيا جزءًا من استراتيجية أكبر وأشرس تستهدف تقويض دول في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. يُضعف إنهاء اتفاق الحبوب عموميًا عددًا كبيرًا من الأشخاص للجوع ويخلق بيئة ملائمة لارتفاع أسعار المواد الغذائية والاضطرابات الاجتماعية. تهدف الجماعات الإرهابية الروسية إلى استغلال أزمة الغذاء الناشئة لإثارة موجة جديدة من التهجير والأزمات السياسية والاضطرابات على نطاق القارات".

وأضافت "تتزايد خطورة أفعال روسيا مع تصاعد عدوانيتها العسكرية التي تستهدف الموانئ الأوكرانية الحيوية أوديسا وتشورنومورسك بضربات صاروخية وطائرات بدون طيار. تُظهِر هذه الهجمات ازدراء روسيا للأمن الغذائي العالمي، حيث تستهدف بشكل حاقد المدن الأوكرانية الحيوية التي تتولى تصدير الحبوب الأساسية للعالم".

وأشارت إلى أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يتحد لحماية أصحاب الهشاشة وضمان فشل الابتزاز الغذائي الروسي. يجب علينا أن نقف مع أوكرانيا ونضمن استمرار تصدير الحبوب الأوكرانية دون الاعتماد على موافقات روسية".

وبينت أنه "أثبتت مبادرة البحر الأسود للحبوب، التي تم إطلاقها بمساعدة الأمم المتحدة وتركيا، أنها خط دفاع حيوي للعالم. حيث تم تصدير ما يقرب من 33 مليون طن متري من المنتجات الزراعية إلى 45 دولة، وشملت هذه المبادرة أكثر من نصف الإمداد العالمي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، بفضل حبوب أوكرانيا".

ونوهت إلى أن "في تناقض مع الدعاية الروسية، غالبية الصادرات الأوكرانية ذهبت إلى الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. لإظهار التزامها الحقيقي بالأمن الغذائي العالمي، بادرت أوكرانيا ببرنامج إنساني يحمل عنوان "حبوب من أوكرانيا"، حيث قدمت الحبوب مجانًا للمحتاجين، خاصة في الدول الأفريقية".

ولفتت إلى أن "تهدد أفعال روسيا الاستقرار وحقوق الأمن الغذائي للشعوب حول العالم. وسيكون النتيجة الفورية لأفعال روسيا زيادة أسعار الحبوب، مما سيؤثر سلبًا على السكان الأكثر ضعفًا، وخاصة في الدول مثل الصومال وإثيوبيا وجنوب السودان واليمن".

ودعت السفارة جميع دول الأمم المتحدة إلى المطالبة بحزم بعودة روسيا للمشاركة في مبادرة البحر الأسود للحبوب وإنهاء ابتزازها الغذائي فالأمن الغذائي حق عالمي، ويجب ألا يمتلك أي بلد القدرة على تدميره من أجل مكاسب سياسية.

"تظل أوكرانيا ضامنًا حيويًا للأمن الغذائي للعديد من الدول حول العالم. في حين انتهكت روسيا جزءًا من مبادرة البحر الأسود للحبوب، فإن أوكرانيا مستمرة في الوفاء بالتزاماتها"، وفق بيان السفارة.

وقالت السفارة "لمواجهة ابتزاز روسيا وضمان الأمن الغذائي العالمي، يمكن لأوكرانيا ودول العالم الراغبة في الانضمام إليها والأمم المتحدة وتركيا التعاون معًا لضمان تشغيل ممر الغذاء وفحص السفن. تحث أوكرانيا جميع دول الأمم المتحدة على دعم هذا الجهد وحماية الأرواح ليس فقط في أوكرانيا ولكن في جميع أنحاء العالم، من المغرب إلى الصين ومن إندونيسيا إلى لبنان".

وأكدت "يُعَد الأمن الغذائي نقطة أساسية في صيغة السلام للرئيس زيلينسكي، الهادفة إلى استعادة السلام العادل والدائم في أوكرانيا والتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة. نحث جميع الدول والمنظمات على الانضمام إلى تنفيذ هذا الجزء المحدد من صيغة السلام للحفاظ على الأمن الغذائي والاستقرار العالمي للأجيال القادمة. فهذا ليس قتالًا أوكرانيًا وحسب. إن عدوانية روسيا لا تميز بين الأمم وتؤثر على العالم بأسره".

وشددت "من الضروري فهم أن هجمات روسيا على الأمن الغذائي العالمي ستكون لها تأثير مباشر على بيتك وعائلتك. حان وقت الاستيقاظ. حان الوقت لوقف هذه الاستراتيجية الطائشة للكرملين".

وكان الناطق الإعلامي باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ينال البرماوي قد أكد في تصريح سابق لـ عمون، إن مخزون الأردن من الحبوب أمن ومريح ويغطي الاستهلاك المحلي لنحو 13 شهرًا.

وأضاف البرماوي في رده على استفسارات عمون حول تأثير إعلان روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الأردن، أن المملكة تستورد الحبوب من عدة مناشئ والاستيراد مستمر بموجب مناقصات تطرحها الوزارة، مؤكدًا أن القرار الروسي قد يكون له اثر على المدى البعيد وليس المنظور، على اسعار الحبوب عالميا ومحليًا، في حال استمر لمدة طويلة.

وشدد على أن القرار الروسي سيكون له ارتدادات على الأسواق العالمية حاليًا خصوصا الدول التي تعتمد على منشئ واحد لاستيراد الحبوب وليس لديها مخزون.