الكسب غير المشروع

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

 يبدو أن مفهوم الدولة بمعناها الحقيقي وما تشكله من وجدان أصبح غائبا عن تفكير  الذين ينظرون إلى الامور بمنظور شخصي ومصلحة فردية قريبة من الانانية.

 فالكل يسيّر الامور بشكل شخصي، وما تعود عليه بالفائدة، بعيدا عن مصلحة الدولة التي اصبحت غائبة في معظم القضايا والأمور _من وجهة نظرهم _.

 الجميع يبحث عن مكتسبات ويتماشى مع مبدأ انا ومن بعدي الطوفان وكأن الدولة غير موجودة، متناسيا قيمتها واهميتها وما قدمته لهم، التي لولاها ما كان موجودا على حاله او في مكانه.

 واصبحت الامور تفسر بأن العالم تغير، والدنيا غير الدنيا وان مصلحتي اولا.

 فالكل ينظر إلى غيره ويسير على نهجه بطريقة أقرب الى السلب والنهب، وكأن الدولة بقرة حلوب علينا حلبها حتى آخر قطرة، دون النظر الى مواقفها وما قدمته لنا عبر سنوات عمرها.

وكل ما حولنا، وجميع قضايانا اصبحت سطحية لا قيمة لها، امام مصلحتنا وما نجنيه لأنفسنا على حساب غيرنا.
 وأصبحنا نعيش حياة معقدة مليئة بالتناقضات، لا نعرف المحظور ولا المباح منها، بعد ان تغيرت القيم وتبدلت المفاهيم المجتمعية للمصلحة الشخصية ونزعة «الانا» ومن بعدي الطوفان، كما لم يعد للأشياء اي قيمة فالكل قابل للمساومة والبيع مهما كان الثمن.

بعد ان غاب في أزمة المصالح والبحث عن البقاء والاستمرار والكسب غير المشروع في احيان كثيرة.

فالكتابة مثلا لم تعد لها قيمة بعد ان غاب القراء وهجرها أصحاب الأقلام، وتذمر منها بعض المسؤولين ظنا منهم بانها قد تمسهم وتعجل من مغادرتهم لكراسي المسؤولية.

 والإخلاص في العمل يفسر بأنه هبل وطيبة بعد ان طغت الواسطة والمحسوبية وشخصنة الامور بعيدا عن العدالة والكفاءة.
 وتصدر المشهد أصحاب المصالح الذين حجزوا المقاعد ليشبعوننا كلاما وتنظيرا لم تعمر بيوتا، لا بل دمرت وهدمت الاساسات والقواعد المتينة التي تركت أمانة في اعناقنا، وتاه الجميع في زحمة المصالح والبحث عنها دون سواها وسط حالة من الفوضى، ومكان يملؤه الصراخ والضجيج حال بيننا وبين سماع انين الوطن.