لعنة انقلابات الضباط «الأحرار» (2)
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
صادفت قبل 3 أيام، الذكرى 65 على مجزرة قصر الرحاب التي قارفتها في بغداد زمرة من الضباط «الأحرار» يوم 14 تموز سنة 1958، وأطلقوا عليها زوراً، اسمَ «ثورة» 14 تموز !!.
الثورات في العالم لم يقم بها العسكر. العسكر قاموا بانقلابات مكنتهم من السلطة «بالعنف الثوري» والاستبداد والفساد والمذابح الجماعية!!.
أخذ الحكم الهاشمي في العراق، خلال حقبته التي استمرت 37 عاماً فقط، في إرساء دعائم دولة دستورية ديمقراطية حديثة، حدّت من اندفاعتها، الهيمنةُ البريطانية على مقدرات العراق وفساد الجهاز التنفيذي.
تكشف وثائق مجزرة قصر الرحاب، الوحشية التي مورست ضد أفراد الأسرة المالكة، الذين لم يشفع لهم أن الأميرة نفيسة رفعت القرآن فوق رأس الشهيد الملك فيصل الثاني.
من يزر المقابر الملكية في الأعظمية، ستصدمه مصائر ساكنيها الأبرار، الذين لم تنم بغداد الحبيبة ولم تستقر بعد اغتيالهم الوحشي.
هل هي لعنة آل البيت التي حلّت على عراقنا الحبيب ؟!
تم خذلان آل البيت مرتين.
مرة حين اغتيال الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهيهما وآل بيته السبعين، في مذبحة الطف بكربلاء سنة 61 للهجرة.
والأخرى حين اغتال العسكر الطامعون في السلطة، آلَ البيت يوم 14 تموز سنة 1958.
زار الرئيس العراقي الأسبق فؤاد معصوم المقابر الملكية العراقية في الأعظمية فقال: «لو لم يُقتل الملك فيصل لكان بنى الدولة العراقية بشكل صحيح».
وقال محافظ بغداد الأسبق صلاح عبد الرازق: «نعمل على رد اعتبار العائلة المالكة بسبب ما تعرضت له من إبادة وحشية».
انقلب عسكر 14 تموز على عبد الكريم قاسم فاعتقلوه وأعدموه رمياً بالرصاص يوم 9 شباط سنة 1963، بعد محاكمة هزلية استمرت بضع دقائق !!.
ولاقى العقيد عبدالسلام عارف الذي أصبح رئيساً للجمهورية سنة 1963، بعد أن أعدم شريكه عبد الكريم قاسم، مصيراً مريعاً يوم 13 نيسان سنة 1966، حين قفز من الطائرة السمتية التي كانت تحترق في الجو، فهوى على رأسه !!.
وإن الله يمهل ولا يهمل.