إعلام الحقائق وتزيف المشاهد في رحلة الإنجاز
جفرا نيوز-بقلم: المهندس نضال برجس الحديد
عندما أمسك قلمي لأكتب مقالاً أو خاطرة أو حتى ملاحظة عن ما دار في إجتماع ما أو فعالية أو مشروع إنشائي أو رياضي ، أفكر طويلًا قبل أن أكتب الكلمة، مستذكرا أني في بلد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز سليل الدولة الهاشمية وآل هاشم الأطهار، وأني في بلد النشامى الأردنيين الغيورين على أرضهم وأمتهم ودينهم وقضاياها المصيرية، مستذكرا وجع البلقاء على جنين ونابلس، ووجع الكرك والطفيلة ومعان والعقبة على الخليل وضواحيها، ووجع كل أردني على غزة وأهلها والاقصى المبارك ومسجده الذي كان أولى القبلتين وثالث الحرمين.
غير متجاوزًا أني ابنًا بارًا لأب حق أن يفخر به كل إنسان قضى حياته جنديًا مخلصًا للوطن ومنافحًا عن الحق، وداعمًا لكل صاحب حاجة ، مصلحًا بين الناس وهو مصدر فخري الشيخ برجس الحديد .
وكيف يمكن لي أنْ لا أحافظ على تاريخ دولة المئوية الثانية وعصر عبدالله المعزز، وكيف لي أنْ لا أكون قدوة لكل أردني حر شريف عاش هموم أمته وكانت تضحيات أبناء الاردن من فجر الثورة الفلسطينية الأولى وحتى اليوم بولاية الهاشميين ووصايتهم على المقدسات ، والهم واحد والقضية واحدة والجغرافيا تتحدث عن نفسها بشكل فسيفسائي جميل عن تداخل الجبال والوديان والبحيرات والانهار والسهول والصحارى، وكيف لا أكون أخا وفيا لكل اردنية واردني وعربي وعربية أعيش همهم كما يعيشوه متمنيًا لهم الأمن والأمان والسخاء الرخاء، وكيف لا أكون وانا رئيسًا للنادي الفيصلي ممثلا مدافعًا مشجعًا لكل أندية المملكة باعتبارنا فريقًا واحدًا ونسيجًا متماسكًا في صحاريها ومدنها وقراها ومخيماتها.
هذا كان هاجسي ومصدر إلهامي في عملي مهندسًا في الدولة وفي الرياضة وأمينًا لعمان وها أنا اليوم أول من يستجيب لمسيرة الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ضمن مخرجاتها جلالة الملك، وكلنا فداء الوطن لتطويره وخدمة كل مواطن فيه ومن هنا أبدأ من خلال الشراكة مع مجموعة خيرة من أبناء الوطن للعمل في حزب العدالة والاصلاح بشراكة كاملة لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وايجاد حلول واقعية لمشاكل المجتمع كافة.
كانت صورة في مدرجات ستاد الزرقاء عنوانا لفكرة مقالي هذا ، فعفوية الصورة، وفرحة الفوز دون نوازع من أي شكل ، والاصطياد البائس لتفسير مضامين الصورة نبهتني إلى أن مجتمع الاردنيين الانقياء الشرفاء من مختلف منابتهم وأصولهم وقطاعاتهم لا يعني وجود أفراد قلة يسقطون ما يريدون على أي عبارة او صورة وينسجون حولها الحكايا والخرافات وهم لا يعلمون أنَ هذا الشعب العظيم كجلمود صخر لا تؤثر به قصة عابرة هنا أو هناك لانه باختصار شعب مثقف وواعي ومتماسك.
وهذا ما يقودني أنْ أكتب ان التحديات التي يواجهها الأفراد والمؤسسات بسبب انتشار وسائل الإعلام الكاذبة وتلاعبها بالحقائق لتحقيق مصالحها الخاصة تتطلب الحرص والحنكة في التعامل معها.
ويستعرض أيضًا تأثير ذلك على الأجيال واستقرار المجتمعات، مع التركيز على دور وسائل التواصل الاجتماعي. وهنا تكمن الكارثة في استغلال هذا الوضع لترويج الأخبار المضللة والتحريض مما يؤدي إلى تشويه صورة المؤسسات في وقت تنطلق فيه الدولة نحو الإصلاح الشامل في كافة المجالات.
منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، سعت جاهدة لتحقيق كرامة المواطن وحريته ووحدته، وإقامة نظام يحقق مصلحة الشعب ويحمي أمنه واستقراره، ويسعى للعدالة والقانون والمؤسسات، ويستثمر طاقات الأمة لبناء دولة قوية تعزز مواطنيها. وقد دعا جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين دائمًا إلى تعزيز مشاركة الشباب في مستقبل الأردن وحث الحكومات المتعاقبة على العمل من أجل رخاء المواطن وتحقيق العدالة والمساواة.
ومن موقعي في حزب العدالة والاصلاح كرئيس للمجلس المركزي وعضوا في المكتب السياسي أوجه رسالة أننا سنكون بيتًا للخبرة في كل المجالات وسنعمل مع الجميع دون إقصاء وبتشاركية كاملة نحو إنجاز الغد الأجمل، وهاجسنا الأول هم الشباب لأنهم محور التغيير والتطوير في المجتمع، وهم قادة الغد والمبدعون الذين يمتلكون طاقة وحماسة لتحقيق التغيير الإيجابي، ولذلك يجب على الشباب أن يكونوا على دراية بقوتهم وقدرتهم على المساهمة في بناء وتطوير الوطن.
ويجب أن يتم تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرارات وتنفيذ السياسات. كما يجب أن يتم توفير الفرص التعليمية والتدريبية للشباب لتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وضمان توافر فرص العمل لهم.و يجب أيضًا تشجيع الشباب على المشاركة في المجتمع المدني والعمل الاجتماعي، ودعمهم في تنفيذ مشاريعهم الخاصة والمبادرات الابتكارية.
كما ينبغي أن يُعزز لدى الشباب الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية، وضرورة المحافظة على الثقافة الوطنية والمحافظة على البيئة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تضمين المناهج التعليمية والأنشطة الثقافية والرياضية التي تعزز قيم التنوع والاحترام والمسؤولية الاجتماعية.
باختصار، يجب أن يتم تشجيع الشباب على أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، وأن يتم تمكينهم وتزويدهم بالموارد اللازمة لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء وتطوير الوطن دون الالتفات الى أي مأزوم يحاول زرع بذور الشك في الانجازات والطموحات مصممين على الوقوف خلف القائد المفدى لتجاوز كل التحديات للوصول الى الاردن الانموذج الذي نصبوا إليه جميعًا. والله من وراء القصد.