السرطان عدو الحياة

جفرا نيوز - بقلم رشيد حسن

توقفت كثيرا لاختيار عنوان لهذا المقال، وقد استعرضت مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدامي، فلم أجد أفضل من عنوان «السرطان عدو الحياة».

فإذا كان مرض السرطان اللعين هو أخطر أنواع الأمراض قاطبة على وجه الأرض، وأخطر أنواع الأوبئة ويكفي الإشارة هنا إلى أن عدد الوفيات في العالم سنويا بسبب هذا المرض اللعين قد تفوق على أمراض القلب والشرايين والسكري والضغط...ويتفوق أيضا على وباء الطاعون والكوليرا والكورونا التي حصدت 20 مليون إنسان خلال العامين الماضيين.

ورغم جهود العلماء والباحثين، وإنفاق ملايين الدولارات للوصول إلى علاج فاعل للقضاء على هذا الوباء، الا أنه لا يزال منتشرا في مشارق الأرض ومغاربها بلا استثناء، يهدد حياة الملايين.

كثيرون من الأشخاص من الذين أصيبوا بهذا المرض اللعين وصفوا لي شخصيا بعد زيارات متكررة لمرض الحسين للسرطان، خطورة المرض والمعاناة التي لا توصف مع موت ينهش أعضائهم بالتدريج.

لقد سعدت كثيرا بالتطور النوعي الذي طرأ على هذا المركز ونجاحه بالتصدي لهذا الموت.. وبالتالي نجاحه في زراعة الأمل في نفوس الكثيرين ممن أصيبوا به بعد أن وصل العلاج إلى مرحلة متقدمة جدا..إلى المرحلة البيولوجية، وهو تقدم ملحوظ بسبب جهود الأطباء المميزين والباحثين النشيطين الذين صمموا على خوض المعركة مع هذا المرض.

لن أتكلم عن حالتي كثيرا حتى لا أتهم بتوظيف الخصوصية، فلقد أصبت بهذا المرض اللعين وها أنا أخوض المعركة ضده بكل شجاعة وثبات مصمما على الإنتصار عليه، ويقيني أن شعبا انتصر على الصهيونية وأمراضها الكثيرة قادر على أن ينتصر على مرض السرطان كما انتصر على أكثر من 27 قوما حاولوا احتلال فلسطين وتدنيس القدس والأقصى فكان مصيرهم الموت الزؤام ما بين الجليل والخليل وراس الناقورة والنقب.

مؤلم مرض السرطان ومؤلمة جدا المعاناة التي يفرضها على المصابين، ويبقى الأمل الجميل هو الذي يحرس الإنسانية وهو الذي يرفد الهمم بالقوة والنشاط..وتبقى الحياة وحب الحياة هو المحرك الأول لهذه الهمم العالية وهو الذي يولد الإرادة الصلبة بعد أن أصبح التحدي بين هذا الوباء والحياة الجميلة هو السائد.

إن أفضل طريقة للتغلب على السرطان هو التمسك بالحياة، والإصرار على خوض المعركة مع عدو الإنسانية الأول «السرطان الصهيوني» والذي سيهزم حتما كما هزمت كل الأمراض وكل الأوبئة التي ضربت البشرية وهددتها بالفناء كالطاعون والكوليرا...وأخيرا الكورونا.

هنئيا للزملاء والأصدقاء وكل من انتصر على المرض بعد أن صمم على حب الحياة والدفاع عن الحياة والأجيال..وأغلى الأمنيات لمن هم على سرير الشفاء...

وشكرا لأصدقائي البررة الأوفياء الذين واظبوا على الاتصال بي والاطمئنان على صحتي فكانوا الزاد والأمل والعزيمة التي لا تنطفئ.

شكرا للجميع وإنا على موعد مع هزيمة عدو الإنسانية الأول «الصهيونية» ونباتها الشيطاني «السرطان».