امنحوا المواهب الشابة حقها في الإعلام الأردني
جفرا نيوز- كتب - موسى العجارمة
يسعني اليوم أن أتحدث عن موهبة استثنائية مميزة تمتلك أدوات رفيعة بالحضور والكاريزما؛ شكلت نموذجاً حاضراً فريداً للإعلامي الشاب الذي يصنع فرصته رغماً عن المُعيقات وأعداء النجاح والواسطات وحسابات ومعادلات معظم المؤسسات الإعلامية في الأردن.
إنه الصديق العزيز مهند الراميني الذي يعمل اليوم كمذيع ومحرر في قناة (beIN SPORTS) التي تعد طموحاً حقيقياً لكل إعلامي عربي مهتماً بالشأن الرياضي، فهذا الشاب عندما كان في الأردن عقب تخرجه من الجامعة بتخصص الإذاعة والتلفزيون ، عمل جاهداً بكل ما أوتي من قوة وصبر وتحمل للتصدي لناقوس الواسطة والمحسوبية والاعتبارات الأخرى المناطة بأغلب المؤسسات الإعلامية في الأردن.
تلقى مهند العديد من الدورات التدريبية والورشات وعمل بالعديد من المشاريع بالمجان، ولم يحصل على فرصته الحقيقية، وحاول وسعى واجتهد من أجل الخروج إلى باحة إحلامه ليعمل في قناة فضائية محلية كمحاولة لعرض موهبته بعدما طرق العديد من أبواب المؤسسات الإعلامية التي لم تتعامل معه بأدنى المعايير المهنية ولم تقبل حتى الوصول إلى مرحلة المقابلة الشخصية لتعبئة شاغر معلناً من قبلهم بذريعة: " خبرتك غير كافية" دون النظر إلى الـcv، وسط العديد من الأصوات التي رسمت له الطريق المظلم ونددت له الفشل وعدم القدرة على الاستمرارية، إلا أن جميع تلك الصوات لم تكن أمامه سوى حافز معنوي لضمان البقاء.
حاول الراميني خلال فترة عمله البسيطة في الأردن التطوير والاستمرارية لحينما تم دعوته للتقدم لـ"Audition"
مخصص لوظيفة قارئ نشرة أخبار رياضية في كبرى المحطات الفضائية في الوطن العربية وسرعان ما استفسر واستعلم بأن التقديم سيكون بمقر المؤسسة في دولة قطر، ليقوم بالمغامرة والدفاع عن حلمه والسفر "على نفقته الخاصة" من أجل التقدم للوظيفة بجانب العديد من الإعلاميين أصحاب الخبرة الكبيرة الذين تقدموا معه بذات المسار، مع العلم بأن الأمر مرهون بالقبول والرفض إلا أن طموحه لم يسمح له إلا بشرف المحاولة.
وبعد أشهر وأيام، فإن الصديق والزميل مهند الراميني يعمل في قناة beIN SPORTS حاملاً معه الكثير من الطموحات التي لا يساورها أية معيقات وحدود عقيمة، لتكن قصته رسالة من إحدى الرسائل التي لابد من إيصالها لقادة المؤسسات الإعلامية في الأردن التي بات أغلبها يتبنى الموهبة الشابة من أجل الاستغلال والاستهانة بالإمكانيات والمن بمنح الفرصة وإن ارتقت لمستوى الفرصة أصلاً، وعدا عن الواسطة والمحسوبية والمصالح الشخصية والعصابات والشللية والتحزبات في بيئات العمل المختلفة.
ولا ننسى العديد من الأصوات المهزوزة التي تفشل جميع المواهب الجديدة وتضع لهم العراقيل وتتصدى لطموحاتهم وكأنها كوابيس تداهم عقولهم، أمام راتب زهيد لا يكفي ثمن مواصلات لعشرة أيام.
آثرت بهذه القصة أن أوجه رسالة لأصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية التي لا تقدم الفرصة للموهبة الجديدة، "إلا من رحم ربي طبعاً ولا نعمم”، لكي تكون حافزاً لعشرات المواهب المبدعة في الأردن والتي لم تنل جزءاً من حقها.
الأوان قد آن لمنح المواهب الشابة حقها.