الشباب في بعض الأحزاب يبحثون عن أدوارهم وسط تهميش واضح

جفرا نيوز  – د. محمد أبو بكر

 بعد شهور من انطلاق العمل الحزبي  فان  ثبت على ارض الواقع   ان  عدد المؤسسين لا يمكن له أن يصنع حزبا حقيقيا ، مالم يكن الحزب يتمتع بقاعدة شعبية مؤثّرة ، تؤمن بأفكار الحزب وأهدافه ومبادئه.

والتركيز في القانون حول نسبة الشباب والمرأة لم يجد نفعا ، هذا إذا ما علمنا الكيفية التي جرت فيها عمليات التأسيس واستقطاب الشباب والمرأة في  بعض   الأحزاب ، والتي كان همّها الأول هو نجاحها في عقد المؤتمر التأسيسي ، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

الجميع يرغب برؤية عمل حزبي فاعل وحقيقي ، يصل بنا بعد سنوات معدودة للحكومات البرلمانية الحزبية ، وجميعنا يرغب أيضا برؤية الشباب وقد وصلوا للمواقع القيادية الأولى في الأحزاب ، غير أن المتابع والمطّلع يجد عكس ذلك تماما ، مع الإعتراف بأن أحزابا محدودة تحاول منح الشباب فرصتهم الحقيقية.

وعلى الرغم من محاولة وزارة الشؤون السياسية القيام بأدوار مختلفة لتحفيز الشباب والمرأة ، غير أن هذه الأدوار ما زالت قاصرة ، وما زال بعض  الشباب الأردني في  يعاني من ضحالة الثقافة الحزبية ، إضافة إلى ما يعانيه هذا القطاع الهام من تهميش داخل  بعض الأحزاب نفسها ، فما حصل عليه الشباب من مواقع يمكن اعتباره كجوائز الترضية فقط.

وجوه تعيد تكرار نفسها ، والكثير منها كان في اوقات سابقة يشيطن العمل الحزبي ، واليوم بات قائدا حزبيا ، والشباب ما زالوا يبحثون عن مواقعه وأدوارهم ، وكثيرا ما تحدث جلالة الملك عن دور الشباب في العمل الحزبي ، غير أن الكثير من القيادات الحزبية تعمل على التشبّث بمواقعها دون إفساح المجال للشباب لأخذ أدوارهم وكذلك زمام المبادرة.

الطريق نحو تمكين الشباب مازال طويلا ، والجهات الرسمية ذات العلاقة مازالت مقصّرة تماما ، إضافة إلى الجامعات التي تتعامل حتى اللحظة مع الموضوع الحزبي بنوع من التردد وربما الخجل والحياء.

ويمكن القول بأن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأحزاب نفسها التي ما زالت تعيش الماضي ، ولا يرغب بعض قادتها التنازل لجيل جديد من الشباب ربما في لحظة ما يشكّل علامة فارقة في المسيرة الحزبية ، التي نأمل نجاحا واستمراريتها بعيدا عن الأنانية وحبّ الذات والمصالح الضيقة .