الهواري: انتشار التدخين بدأ يهدد المجتمع الاردني

جفرا نيوز- أكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري ان انتشار التدخين بشكل كبير في الأردن بدأ يهدد مجتمعنا ويشكل تحديا لجميع المواطنين.

وأشار خلال إطلاق وزارة الصحة أمس حملة إعلامية للتوعية بأهمية اتباع أنماط الحياة الصحية، وشعارها «حياتك قرارك، فكر باختيارك»، بدعم من الاتحاد الأوروبي من والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي الإنمائي، ان انتشار تدخين التبغ بالأردن بلغ ما نسبته 41%، حيث نعتبر من أوائل الدول بالعالم في ذلك.

وشدد على ان هذه الافة تشكل تحديا لمجتمعنا، وباتت بوابة لدخول انماط اخرى من الإدمان سواء الكحول او المخدرات، حيث اننا نشهد الحملة المكثفة التي يقوم بها الأردن في مكافحة المخدرات على أرضه، وعلى الجميع أخذ زمام الأمور سواء مجتمعات أو أولياء أمور، للسيطرة على هذه الجائحة التي باتت اليوم تميز مجتمعنا، إذ ان كل من يدخل الاردن يلاحظ انها ظاهرة متفشية لدينا.

ولفت الى أهمية اتباع أنماط الحياة الصحية على صحة الفرد والمجتمع، لأنها تعتبر أفضل استثمار في مستقبل صحة الأفراد والمجتمع، وخير سبيل لتعزيز الصحة، والوقاية من عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، والتي باتت السبب الرئيس للوفيات محليا وإقليميا وعالميا، كما ان لها أعباء اقتصادية باهظة على الأفراد والمجتمعات والدول.

وعن الأرقام التي أظهرها المسح الوطني التدريجي لعوامل الاختطار للأمراض غير السارية لعام 2019، بين ان الوزارة ستعمل على إعادة تنفيذه العام القادم، حيث أن ربع الذين تتراوح أعمارهم بين (40-69) عاما لديهم خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية، وأن نسبة انتشار مرض السكري تبلغ 8% لمن هم فوق الثامنة عشرة، وتبلغ نحو 21% للفئة العمرية من (45-69) عاماً، ونسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم تبلغ 22% نصفهم لا يتلقى أي علاج.

وقال الهواري إن الأسباب الكامنة وراء هذه الأرقام والنسب المرتفعة التي أظهرها المسح، تتركز في الأنماط الحياتية غير الصحية، كانتشار تدخين التبغ بنسبة 41%، (وتصل النسبة إلى 65% لدى الرجال)، بينما يستخدم 9% السجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب (Vape)، وانتشار السمنة وزيادة الوزن بنسبة 61%، (وتصل أكثر من 90% لدى السيدات فوق سن 45)، وهذان من أهم عوامل الاختطار للأمراض غير السارية.

وأظهر المسح وفق الهواري ان نسبة من يضيفون الملح إلى طعامهم في كثير من الأحيان تبلغ 31%، وأن الغالبية العظمى يستهلكون أقل مما توصي به منظمة الصحة العالمية من حصص الفاكهة أو الخضراوات، ونحو ربع السكان لم يحققوا توصيات المنظمة بشأن النشاط البدني.

وفيما يتعلق بهدف الوزارة من إطلاق الحملة الإعلامية، أوضح الهواري أنها تستهدف رفع مستوى الوعي الفردي والمجتمعي، بأهمية اتباع أنماط الحياة الصحية، لافتاً إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات في الأردن تتسبب بها الأمراض غير السارية، وأن الأردن يسجل سنوياً تسعة آلاف حالة إصابة بمرض السرطان.

ونوه الى ان الوزارة تعمل على اتخاذ سياسات عديدة للحد من انتشار التدخين، وأخرى للحد من تناول المغذيات الضارة كالمشروبات الغنية بالطاقة أو الغنية بالدهون المشبعة والمتحورة، بالإضافة إلى سياساتها المطبقة لتحسين وزيادة أعداد عيادات الإقلاع عن التدخين، والتوسع والتحسين في تقديم خدمات المشورة التغذوية في مراكزها الصحية، وتوفير خدمات الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، كذلك الفحوصات والعلاجات اللازمة لذلك.

وأكد الهواري على ان الوزارة تعمل أيضا مع شركائها على مستويات عدة لمواجهة الأمراض غير السارية، وتحقيق التغيير السلوكي المجتمعي المطلوب، نحو أنماط حياة صحية من خلال الحملات الإعلامية التوعوية، والتثقيفية في المراكز الصحية، وحملات تغيير السلوك لدى طلبة المدارس، فضلا عن تفعيل لجان المجتمع المحلي لتعزيز الوصول المجتمعي حتى داخل البيوت والأسر.

أما سفير المملكة الاسبانية في الأردن ميغيل دي لوكاس، أكد على أهمية وجود سلطات صحية في الأردن، قائدة للمبادرات التي تهدف إلى الحد من عوامل الخطر الأولية المرتبطة بالأمراض المزمنة وغير السارية، والتي تشمل التثقيف والتوعية بين فئات سكانية محددة وعامة الناس.

وبينت سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسيو، ان الاتحاد الأوروبي يلتزم بدعم رفع سوية صحة الأردنيين واللاجئين السوريين، من خلال تعزيز النظام الصحي في الأردن.

ولفتت الى ان الاتحاد الأوروبي فخور كونه جزءا من هذا المسعى والعمل الجماعي، إذ ان رفع مستوى الوعي ضروريان لمعالجة الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، وهنا تكمن أهمية الحملة التي تم إطلاقها، لإلهام التغيير وإشراك المجتمع وتثقيف السكان على نطاق أوسع بأساليب الحياة الصحية.

بدوره قدم مدير التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور غيث عويس، عرضاً توضيحياً حول الفكرة الرئيسية للحملة ورسائلها والقنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي التي سيتم نشر المواد الإعلامية من خلالها لمدة شهر، بما يحقق الوصول لكافة أفراد المجتمع لتعزيز توجهات المجتمع المحلي، نحو اعتماد أنماط حياة صحية يساهم في الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة، بحسب الرأي.