الصمود والصعود..
جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة
الأصعب والاصوب.. الصمود ثم الصعود.. هذه شعارات كتيبة جنين التي واجهت العملية العسكرية الإسرائيلية على مدار يومين، فيما جرى الإعلان عن الإنسحاب الاسرائيلي، لكن ما زالت الآليات والمدرعات ونحو ألف جندي يحاصرون جنين ومخيمها من كل الاتجاهات.. والسؤال ماذا حققت إسرائيل الثالثة.. وهل الصمود يقود مجددا إلى الصعود.. اي التصعيد المسلح في مقاومة الاحتلال.. ام تصفية السلطة الفلسطينية في رام الله؟!.
بداية.. الأصعب والاصوب هو شعار لحركة الجهاد الإسلامي تتشارك فيه مع حزب التحرير، والأصعب تعني خيار المقاومة للاحتلال.. والاصوب.. هو الطريق الصواب في إشارة لرفض مسارات السلام والاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل الثالثة، .. أما الصمود ثم الصعود.. فهذا شعار لباقي الفصائل الفلسطينيةالمسلحة المشاركة معها، بما يعني أن كتيبة جنين هي خليط من حماس واخواتها ومن فتح واخواتها ولهما سلطة فعلية على الأرض.
بالأرقام.. منذ بداية العام الجاري قتل (28) اسرائيليا، مقابل أكثر من (96) فلسطينيا عدا معركة جنين الأخيرة والتي سجلت أرقام إضافية لنحو (12)شهيدا ونحو (100)جريح منهما (20)مصنفة جروحهما خطيرة، فيما لا زالت مداولات الكابينت الاسرائيلي تشهد سجالات لجهة تدمير مخيم جنين وازالته من الوجود، وبين من يؤشرون على عمليات اقتحام محدودة وتصفية تدريجية ضمن خطة كاسر الامواج المعلنة.
نتنياهو السادس وكبار الجنرالات يرون أن العملية حققت أهدافها، وأن الأصل فيها كسر شوكة الصمود للمقاومين، لمنع التصعيد واستمرار الهجمات، اي إبقاء فكرة جز العشب كعملية أمنية متدحرجة لانهاك الخصم وإيجاد البديل الأقوى في السيطرة على جنين.
الصمود.. كما تراهما حماس والجهاد واخواتهما هو البداية الصحيحة للصعود إلى المقاومة المسلحة كخطوة أولى تزيح من أمامها هيبة الجيش الاسرائيلي والصعود يعني توسيع المقامة إلى مناطق أخرى بالضفة الغربية، وإبقاء الجيش الاسرائيلي والاجهزة الأمنية للعدو في حالة استنفار وارهاق المستوطنين بتدفيهم ثمن مصادرة الأرض والاستيطان بالدم والقتل على غرار ما حدث ل17مستعمرة في غزة قبل الانسحاب في 2005م.
إسرائيل الثالثة تتبع استراتيجية معلنة في مواجهة الصمود والصعود للمقاومين الفلسطينيين وتحقق مرادها في تقسيم الشعب الفلسطيني، فيما السلطة الفلسطينية ما زالت تراهن على مسارات التفاوض وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، .. ويبقى السؤال معلقا بلا اجابة.. .هل اصحاب شعارات الصمود والصعود يلتقيان على تصفية السلطة الفلسطينية، ام تأسيس سلطة سياسية جديدة؟!.
الأيام القادمات حبلى بالمفاجآت.. خاصة أن بعض المتطرفين الصهاينة يطرحون فكرة قبول سلطة فلسطينية لحماس في جنين وعزلها ومحاصرتها على غرار ما يجري مع غزة اليوم.