فاغنر شركات التمويل وشهادات الخصاونة

جفرا نيوز - ايهاب الدهيسات

ما يحدث يرقى "لمجزرة اجتماعية" تعبر عن تدهور العلاقة بين طبقات المجتمع، وتعكس حقيقة "اللامسؤولية الاجتماعية"،  فالعملية برمتها أقرب إلى الاحتيال باستغلال ظروف الفقراء الذين تصدوا وحدهم لارتدادات الحرب دون طبقة الأغنياء.

استغلت شركات التمويل حالة الركود الناجمة عن رفع أسعار الفائدة وخفض الإقراض، ولم يكن هدفها  تخفيف الضائقة المالية على الناس، وبالتأكيد لا تعتزم ضخ السيولة لإنعاش السوق، ولو كان الأمر كذلك لتم اخذ رسوم رمزية مع جدولة سداد مناسبة.

بدأت هذه الشركات بمنح قروض صغيرة بفوائد ضخمة تصل لثلاثين بالمئة من قيمة المبلغ، مع فترة سداد شهر واحد، وكلما تأخر العميل تتضاعف الفوائد، وبعد خمسة شهور من التعثر كما هو الحال مع غالبية المتورطين تكون الشركة قد حصلت على كامل المبلغ مع الإبقاء على حالة القرض بتصاعد الفوائد.

 ثمة طبقات ليس فقط لا تشارك المسؤولية، وإنما وجدت الظروف فرصة للتكسب بما يمكن وصفه "بفاغنر مصرفي" يستهدف حالة الفاقة في الصراع الداخلي للمواطنين مع ظروفهم المعيشية، فهم يسرفون بأسعار الفائدة ومن ثم يتصلون بالعملاء في الأعياد وخارج أوقات الدوام بخطاب تهديد يتجاوز سقف القانون ويضرب هيبة نظام البنك المركزي وتعليماته عرض الحائط.

الأصل أن تقف حكومة الخصاونة إلى جانب المواطن بهذه الظروف بدلاً من تركهم ضحايا للجشع، أو على الأقل تنظيم قواعد ذبح معاشاتهم وسلخها عن أصحابها بنوع من الإنسانية.

الحكومة التي سجلت أرقاماً قياسية في ارتفاع نسب الفقر والبطالة والمديونية، لا تجاملنا حتى ولو كذباً بتحمل جزء من الحمل الثقيل، كما فعلت حكومات سابقة بإيجاد حلول من خلال صرف مستحقات الضمان الاجتماعي واقتطاع جزء من رواتب الرئيس والوزراء، وإذا لم تستطع الحكومة مجاملة الشعب فعليها التوقف عن مجاملة الجزارين، ومن ثم مطالعتنا بخبر عن الإستجمام في اوروبا بهذه الظروف.

شهادة الرئيس الدراسية التي اشهرها كأعظم إنجاز لا تعكس الواقع المؤلم، وفي الحقيقة هناك أمثلة كثيرة على عدم ارتباط التحصيل العلمي بالنجاح، لديك "بل غيتس" اكمل تعليمه الجامعي قبل سنوات قليلة، وايلون ماسك لم يكمل دراسته وكذلك زوكربيرغ، وكلهم رموز للنجاح، ولا ننسى "اديسون" الذي هرب من المدرسة لينير العالم بنجاحه، وحتى اليوم لا أعرف إلى أي القبائل "والعائلات الكريمة" ينتمي هؤلاء الناجحون،  لأنهم لم يتميزوا على أحد كما تفعل عندما تعزز سيرتك الذاتية بالإنتماء العشائري وعلى الملأ!.

أنا شخصياً  حصلت على المركز الأول بمحافظة الكرك في الثانوية العامة، ولم أحصل على بعثة دراسية في جامعات اوروبا، وحتى هذه الساعة لا اعتقد أن تحصيلي العلمي يميزني على احد.

لا يعنينا أصلك عندما تردد عبارة "أنا ابن عيلة كريمة"، وإنما يعنينا عملك،، كما أن شهاداتك الدراسية لا تهمنا لأن المهم شهادة الناس على فشل سياساتك.