صور من قلب العيد
جفرا نيوز - بقلم رمزي الغزوي
في ما مضى قيل إن كثرة أكل اللحم تقسّي القلب، وقلة أكله أيضا تؤدي إلى ذات النتيجة. وهنا سنسأل دوما كيف تصرف المضحون بأضاحيهم؟ هل وصلت إلى الفقراء والمعوزين الحقيقيين. أم أن الأمر ما قاله صديق ثاني يوم العيد من أن بعض الناس شغّلوا تطبيق « ضحِّ وفرّز».
أشعر أننا خرجنا عن هدف الأضحية كشعيرة إلى المظاهر والاعتياد والتقليد، وإلا كيف نفسر أن يستدين الرجل بالفائدة البنكية ليقدم أضحية؟
ما زالت بقايا الحظائر والمسالخ التي أقيمت في الشوارع والحارات ماثلة للعيان وللأنوف: جلود، ورؤوس، وكراعين، وستبقى آثارها حتى العيد القادم، فقد تحولنا إلى مسلخ مفتوح.
أسعار الذبائح شاطت وتلاعب التجار بالناس. الأمر الذي جعل أحدهم يصرخ، لماذا لا تصدر فتوى دينية بشأن الأضاحي، ما دمنا لا ننتجها، ولأننا فقط نستهلكها ونذبح 400 ألف رأس خلال في أربعة أيام. الأمر بحاجة لدراسة معمقة وجريئة من علمائنا ومفكرينا؟
لم تعد الألعاب التقليدية تعني أطفال هذا الزمن. كل طفل يزرع رأسه في هاتفه أو هاتف والديه ويعيش عالمه.
كالعادة بدأ العيد باكراً بزخات رسائل التهنئة المعلبة التي لا تنم في غالبها عن شفافية مشاعر، بل إن استسهال الأمر جعلنا محمولين على إعادة ما وصلنا من هذه الرسائل: كنت أريد رسالة تخصني وحدي، هكذا يهمس البعض، عندما كانت تأتيه الرسائل متشابهة، إلا في أرقامها!.
تدافع كبير في زيارة المقابر بعد صلاة العيد، أليس الأولى زيارة الأحياء، فكم من متخاصمين تحتك أكتافهم على البوابات، فيشيحون بوجوههم بعيداً، ولا يقروأن السلام إلا للموتى وللقبور الدامسة: متى نقدّر معنى العيد ونبادر: العمر أقصر مما نتصور.
أكثر الأشياء التي أعجبتني في العيد أن بعض البيوت تضيّف زائريها فاكهة موسمية بدلا من المعمول والشوكولاته. فكرة رائدة تتناسب مع ما يعانيه مجتمعنا من ارتفاع بنسب المصابين بداءَي السكري وزيادة الوزن. أرجو أن تصبح عادة حميدة.
قال لي بحزن إنه قال في نفسه، لماذا أكون دائماً مبادراً في كل عيد. سأجرب ألا أتصل أو أزور أحداً في هذا العيد. ويضيف أن النتيجة كانت مخيبة للآمال والتوقع، فقلة فقط من بعث لي برسالة ولم يتفقدني أحد وتساءلت: لماذا لا يتفقدون غيابي فقط، أو يتفقدون عدم تفقدي لهم على الأقل؟.