عن حادثة الشهيد علي الحراسيس
جفرا نيوز - كتب - محمد حمادات
استشهد الطيار الحراسيس، وقدم نفسه وروحه فداءًا، حماية لأرواح المواطنين، عن شجاعة الشهيد وهو يستبسل شجاعًا حتى آخر نفس منه، ملتزمًا بواجبه العسكري، امينًا على روح الإنسان الأردني، وكما رفاقه يختار الشهادة دون تردد،
وعند الحديث عن الشهداء ودماءهم، تخرسُ جميع الكلمات، ونجفف ريشة المحبرة، حتى إشعار آخر،فكيف اذا كان الكلام متاجرةً بدم شهيد، لأهداف سياسية، بلا دم ولا احساس، غير مبالٍ بقلب أم الشهيد، ودمعة عين أبيه، وجفن أخيه الساهر، ويُتم أبناءه، ورثاء خنساءه، هل انتهت كل السياسة التي نسترسل بالحديث بها، حتى نستهين بالحزن على الشهيد؟؟
حتى نجعل من روحه مادة إعلامية لجذب المشاهدات والايكات؟؟
يفتح ذاك البعيد، كاميرا هاتفه ابن الجيل الخامس، ليسترسل كلامًا من نسج الأوهام، لا يرضي الا ضميره المتجمد، يُدنس بكلامه كُلَّ خير لهذه البلد، يزرع الشكوك في عقل المواطن البسيط، وهو حتى لا يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة، فحادثة الشهيد الحراسيس-الرحمة لروحه- هي الأولى من نوعها لهذا الصنف من الطائرات في الأردن، على عكس ما يدّعي ذاك البعيد، ويقذف كلامه مسترخصًا روح الأبطال،طائرة الشهيد من الصنف (كوبرا-ايه ايتش-1) لا تزال في الخدمة في سلاح الجو الأمريكي والعديد من جيوش العالم.
فيا ذاك البعيد قل خيرا أو لتصمت، وجرّب مرّة أخرى أن تتحقق قيّد أنملة مين صحة كلامك الذي تنفثه عبر شاشة هاتفك، وادرسه جيدا مراعيًا أدب الكلام،هل اطلعت او جربت أن تسأل نفسك يومًا عن المبالغ الطائلة التي تصرف على طائرات سلاح الجو الأردني حتى أصبحت تضاهي أحدث الطائرات العالمية؟
ام لم تسمع في الصحف المحلية أو العالمية أو من أحد المواطنين الذين خدموا في السلك العسكري الشريف عن حجم الاهتمام في تطوير إمكانيات وعتاد الجيش العربي؟؟
لسانك حصانك يا البعيد، ولا تسترسل في إدعاءك حب الجيش، ثُمَّ ترسل طعناتك خلف الكلمات المعسولة وأنت تظن بذلك أنَّك تمرر سُمَّك الذي تريد أن تدسه،فلن تستطيع إلى تلك الغاية السيئة سبيلاً.
رحم الله الشهيد، وسدد الله رمي الجيش العربي الباسل، حامي حمانا، بطل كرامتنا، وحفظ الله جنودنا البواسل من ورثوا شرف الكرامة، نسلاً عن نسل، جنديًا عن جندي.