"على هونكم"


جفرا نيوز - عبدالحافظ الهروط  

طبيعي جداً أن يكون لعدنان حمد هذا الاعجاب وهذا الهجوم، فهو حال أي رياضي ، سواء كان مدرباً او لاعباً أو رئيس ناد أو رئيس اتحاد.

ولكن علينا أن نحكم على أي من هؤلاء بالعقل والمنطق، لا أن نحاكم بالعواطف والعواصف، وعن غير فهم، فنحن ليس أوصياء على أحد يشغل عملاً عاماً، فكيف اذا ماكان يعمل في قطاع أهلي.

ولأن الحديث عن المدرب العراقي عدنان حمد، فإنني اتجاوز العلاقة التي ربطتني به وظلت في حدود العمل الصحفي والعمل الرياضي الفني، ولم تصل الى تناول فنجان من القهوة، لا في منزله ولا في منزلي أو مكان آخر، وإلى أن غادر الى الدوحة محللاً في قناة بي إن سبورت، وعاد الى قيادة المنتخب الوطني مرة ثانية، حيث لا يوجد أي تواصل أو لقاء بيننا.

حمد بقيادته المنتخب والنادي الفيصلي، يظل أفضل من قاد المنتخب ومن أفضل من قاد نادياً أردنياً في المشاركات المحلية والعربية والآسيوية، شئنا أم أبينا، والنتائج هي التي تقول.

ما من مدرب الا وله أخطاؤه وإخفاقاته، ولكن دلوّني على مدرب اردني أو عربي قاد منتخبنا وفاز على استراليا واليابان في عز المواجهات؟.

الذي لا يقبله العقل، أن عدنان حمد، نصفق له ثم ننقلب عليه، وهناك من يغضب لعدم اختياره لاعباً من هذا النادي أو ذاك، سواء كان عدم الاختيار صحيحاً أو غير صحيح، يفوز ، فنضعه في مرتبة أفضل مدرب، ويخسر فنجرّده من مهنة التدريب، وكأنه لم يقم يوماً بتدريب فريق شعبي، هذا لا يجوز.

المؤسف، أن الاعلام الاردني بشكل عام، سريعاً ما يطلق احكامه، بالإشادة عند الفوز ، والتشهير عند الخسارة، مهما كان "وزن المباراة" أو عند قوة المنافس وضعفه!.

الذين وجدوا في وسيلة الفيسبوك، منصة للتجريح، وضعوا رأس حمد على المقصلة، وكأنه هو من تسبب في دمار الكرة الاردنية، ولم يؤهل المنتخب الوطني لكاس العالم، طوال العقدين الماضيين!. 

اذا كان حمد مدرباً فاشلاً، كما تزعمون، وهنا حديثي موجه للاعلام الاردني والوسط الرياضي بأكمله، فهذا فشل الاتحاد الذي استقدمه أول وثاني مرة، مع أنني، وفي رأيي الشخصي، أقول : إن اتحاد كرة القدم هو من يتحمل المسؤولية، لأنه لم يوفّر المناخ الصحيّ في كل شؤونه، الإدارية والفنية  والاعلامية، وحتى التواصل مع الجماهير والاعلام، وربما أعضاء المجلس التنفيذي، لا يعلمون سبب التعاقد مع مدرب، وسبب الاستغناء عنه.

حمد، ليس مدرباً فاشلاً، وإلا لما حقق ما تحقق في الاردن، ولكن من يعمل في الاتحاد، ويعمل في الاندية، وفي ظل إعلام عاجز عن التأثير على الرأي العام، فكأنما يعمل في حقل الغام، وهذا الذي يحدث للكرة الاردنية.