التخطيط التربوي

جفرا نيوز - بقلم: المعلمة صفاء احمد الغويري

يعد التخطيط التربوي من العناصر المهمة في العمليات الإدارية, ولا يمكن أن تنجح المنظمة من دونه, فهو يحدد الواقع ويرسم المستقبل, من خلال تحديده لمختلف الأساليب والوسائل التي تتناسب مع تحقيق الأهداف التربوية, ضمن فترة زمنية معينة في ظل الإمكانات التكنولوجية والمادية والبشرية. ومن أجل أن يكون الإنسان ناجحًا، ومنظما في حياته، ومؤثثرا في الآخرين؛ لا بد أن تكون مختلف شؤون حياتُه ضمنَ خطة محددة، وموضوعة بعناية وبدقة، إذ لا يوجد نجاحَ ولا قوة للشخصية بدون تخطيط, فمن خلاله نحدد الأولويات, المهم والأهم.
وتساعد عملية التخطيط التربوي على إحداث التحسينات التربوية والتنمية الشاملة للمجتمع من خلال وضع السياسات للنظام التربوي بهدف تحقيق الأهداف التربوية والتوظيف الأمثل لكل الموارد في النظام التربوي بأنجح الطرق والوسائل الفعالة, فهي تسعى لإيجاد العديد من الأسس والمبادئ التي تلبي احتياجات المجتمع في جميع جوانبها المختلفة سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية، بما يتيح العدالة والتكافؤ في الفرص التعليمية،
وبما أن التخطيط التربوي ركيزة وركن أساسي في عملية التربية، وتنبع أهميته من تحديد مساره بشكل واضح عند التعامل بين كافة الأطراف المعنية في العملية التعليمية من طلبة ومعلمين ومنهاج, فالتخطيط التربوي يتطلب توفر العديد من الجوانب ليكون ناجحا كالأطر القيادية والإدارية والموارد البشرية وتوفر التقنيات التكنولوجية والمهارات الإدارية العصرية، وتوفر الأدوات والمعدات والخدمات اللازمة لتنظيم عملية التخطيط، ورفع مستوى كفاءة القائمين على شؤون العملية التعليمية وتطويرها.
كما يتطلب التخطيط التربوي تحديد الأهداف التربوية بشكل دقيق وإجرائي, ويجب أن تكون هذه الأهداف محدّدة وواضحة وواقعية ويمكن قياسها, كما يتطلب التخطيط تحديد محتوى الدراسي الذي يتحقق به الأهداف، وتحديد الأنشطة التعليمية وماهية الوسائل والأساليب المستخدمة, وليكون التخطيط التربوي ناجحاً وحتى يحقق أهدافه بكفاءة وفاعلية ينبغي عليه أن يستند إلى عدة مبادئ منها الشمولية لكافة جوانب ومراحل التعليم وأنواعه، وعليه أن يكون متناسقا ومنسجماً في مجالاته ومراحله المختلفة، كما ويجب عليه أن يكون مستمرًا ومرنًا وواضحًا، وعادلًا.
وقد يكون التخطيط التربوي طويل الأجل أو قصير الأجل, فإذا كان طويل الأجل كانت مدته تتعدى السنوات كالخطة الخماسية وغيرها, أما قصيرة الأجل فتكون لعدة أيام أو لشهور وأقصاها بأن تكون لمدة سنة. وعليه فإن التخطيط التربوي يجب أن يكون مدروسًا بعناية ودقةً ليحقق الأهداف التي وضعت لأجله.
لذا كان لا بد من التخطيط التربوي في ظل التطورات التكنولوجية وعصر المعرفة والعولمة من خلال السعي لعمل الخطط التربوية المدروسة بشكل دقيق من خلال البدء بتقييم الوضع الحالي، والعمل على دراسة نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى تقييم الموارد البشرية والمادية المتاحة، والعمل على وضع القوانين والأنظمة التي تساعد على سير العمل، ثم يتم تحديد الأهداف التي يجب تحقيقها، وكيفية تحقيقها وكيفية تجاوز المعيقات التي قد تواجه تحقيقها, وتحديد الموازنات المطلوبة لتحقيقها, وتأهيل وتدريب الموارد البشرية التي ستعمل على تحقيق الأهداف, كما يتوجب تحديد الفترة الزمنية لكل مرحلة من مراحل الخطّة وتجهيزها بحيث تكون متناسقة وتتناسب مع الواقع والطموح, وأيضا يتوجب المتابعة والتقييم لكل خطوات سير الخطة.