الخصاونة يصدم المتفائلين : مواردنا الطبيعية "وهم" .. ويعاكس تصريحات الخرابشة وزواتي

جفرا نيوز - بعد أقل من يومين على تصريحات "متفائلة” لوزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة بخصوص مستقبل واعد في اكتشاف النفط والغاز بالمملكة، "لطم” رئيسه الدكتور بشر الخصاونة الرأي العام والنخبة وجميع الأوساط بعبارة مثيرة قال فيها إن "الموارد الطبيعية في الأردن وهم”.

ما قصده الرئيس بالضرورة "تخفيف التوقعات” وتجنب رفعها، وما قصده وزير الطاقة على الأرجح الإيحاء بأن طاقمه يعمل وبمهنية.

وما هي إلا ساعات قليلة التي فصلت بين التصريحين بطريقة أثارت الكثير من التساؤلات ومعها الاستغراب.

لافت جدا للنظر أن الوزير تحدث عبر فضائية المملكة التي لا تملك الحكومة عمليا "أي سيطرة ” عليها، وأن الخصاونة تحدث بصراحة وواقعية خلال حوار شبابي مع طلاب جامعيين ضمن مبادرة أدارها الإعلامي الدكتور هاني البدري.

وبعيدا عن الإشارات التي تظهر ازدواجية في تصريحات الحكومة أو تناقضا، يمكن القول إن إشارة الخصاونة الصريحة التي يعتبر فيها الحديث عن موارد طبيعية في البلاد ليست أكثر من وهم، تبرز الحاجة الملحة جدا لفهم خلفيات ودوافع هذه الصراحة غير المعتادة مع أن الانطباع السياسي بأن وزير الطاقة مؤهل أكثر من غيره لمغادرة الحكومة في أقرب تعديل وزاري متوقع؛ بسبب حسابات تربطه بمراكز قوى خارج ولاية الرئيس.

بكل حال، "صراحة الخصاونة” هنا صدمت الشارع لأن حكومته وبقية الحكومات قبله ومن خمس سنوات، استرسلت وأغرقت في الحديث عن آمال حقيقية في اكتشاف النفط والغاز واليورانيوم والنحاس في المملكة، وبكميات تجارية بدلالة زجاجة النفط الشهيرة التي رفعتها وزير الطاقة السابقة هالة زواتي أمام الكاميرات.

طوال الوقت تصر الحكومة على أن كميات النفط والغاز المكتشفة "واعدة” وأنها بصدد المزيد من تعاقدات الاستكشاف.

لكن واضح أن الخصاونة قرر فجأة تخفيف حدة التوقعات رغم أنه قائل العبارة الشهيرة التي تمسك بها مجددا والتي تقول: "أجمل الأيام لم تأت بعد”.

ولم يسبق لرئيس حكومة أن وصف عمليا الحديث عن "الموارد الطبيعية” باعتبارها "وهماً” وإن كان الخصاونة يتقصد حصرا التركيز على الثروة الحقيقية هي "الموارد البشرية”.

وسرعان ما أثار تصريح "وهم الموارد” ردود فعل عنيفة لدى أوساط المجتمع والنخب. فقد سأل الصحافي جهاد أبو بيدر عن تصدير المملكة بالمليارات لكميات هائلة من الفوسفات والبوتاس والأسمدة وعن اكتشافات الغاز والكعكة الصفراء والنحاس في ظل حديث رئيس الحكومة عن "وهم الموارد”.

وطالب أبو بيدر وغيره بأن توضح الحكومة المسألة وتشرحها. ولم يصدر من جميع الأحزاب السياسية الحالية أي بيان يستفسر أو يعلق أو يسأل عن تصريحات رئيس الحكومة المثيرة التي قال فيها أيضا إن الانتخابات ستعقد بعد العاشر من شهر تموز المقبل، والنية تتجه لإلغاء وزارة التعليم العالي وديوان الخدمة المدنية.

ونقل النقابي أحمد زياد أبو غنيمة عن الخصاونة قوله للشباب الجامعي، أننا "نحن نعيش في وهم أن لدينا موارد طبيعية” .

القدس العربي